أزمة "صلاح" تكشف فشل النظام المصري بإدارة الملفات المهمة

الثلاثاء 28 أغسطس 2018 09:08 ص

بين الحين والآخر، تطفو على الساحة المصرية قضية أو حدث جديد يسيطر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث المصريين، سواء كان سياسيا أو رياضيا أو غيره، غير أن المصريين يولون اهتماما خاصا بالرياضة، خاصة كرة القدم.

وفي الساعات القليلة الماضية ظهر على الساحة صراح نجم المنتخب المصري ولاعب ليفربول الإنجليزي "محمد صلاح" مع الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي شهدت تطورات وتسارع في الأحداث اضطرت "مو" للخروج في مقطع فيديو على موقع "فيس بوك".

أزمة "صلاح" واتحاد الكرة التي أصبح يعرفها الصغير قبل الكبير باعتبار صلاح هو "معشوق" المصريين في الفترة الأخيرة ومصدر بهجتهم، خاصة بعد تألقه في الفترة الأخيرة مع ناديه الإنجليزي ومنتخب بلاده، كشفت عن سوء الإدارة والتخبط الكبير للنظام المصري في إدارة الملفات المهمة.

استغلال سياسي

"صلاح" لم يعد مجرد لاعب مميز في المنتخب المصري، بل أصبحت أهدافه تؤثر على البورصة المصرية، بحسب ما كشفته إحدى الشركات المتداولة في البورصة المصرية في وقت سابق.

وما يؤكد أن نجم "ليفربول" لم يعد مجرد لاعب، هو استخدام إعلام النظام المصري له كنموذج للشاب المصري الناجح الذي لم يحتج لمساعدة من الدولة، مطالبين كل من يشكو من سوء الأوضاع المعيشية بالاقتداء به.

أيضا لطالما قارن بينه النظام وبين نجم الأهلي المعتزل "محمد أبوتريكة"، باعتبار الأول هو النموذج الأنجح وأن الأخير مجرد لاعب محلي يدعم جماعة يصنفها النظام "إرهابية"، وذلك رغم العلاقة الطيبة بين النجمين التي يعرفها الجميع.

ولم يترك الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، فرصة لاستغلال "صلاح" في إظهاره بأنه ابنه البار الذي يتبرع لصندوق "تحيا مصر"، ويحرص على التقاط الصور معه قبل كل مناسبة دونا عن باقي لاعبي المنتخب المصري، وتوجيه "صلاح" بضرورة رفع اسم بلاده رغم وجود قائد للمنتخب.

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

التشويه والتخوين

"صلاح" كشف في رسائله الأخيرة التي بثها على "فيسبوك" عن محاولات تشويه سمعته والتشكيك في وطنيته، مؤكدا أن الجميع يعلم مدى حبه وإعطائه لبلاده.

كما كشف عن محاولات تشويه سمعته وإظهاره باللاعب المغرور في الإعلام بسبب طلبات التأمين وتسهيلات الخروج من المطار، وبعض الطلبات الخاصة براحة اللاعبين أثناء رحلاتهم الدولية.

 

ولم يقف حد التشويه عند تسريب الخطابات التي أرسلها "صلاح" لاتحاد الكرة، وأكد اللاعب نفسه أنه إجراء غير قانوني، بل تحدث عن إظهار وكيل أعماله ومحاميه "رامي عباس"، بأنه يحمل جنسية دولة أخرى "كولومبيا"، في إشارة لعدم وطنيته.

ولم يترك رئيس الاتحاد السعودي "تركي آل الشيخ" الذي يملك إحدى الأندية المصرية، الفرصة لمجاملة اتحاد الكرة، بخروجه ووصفه لـ"صلاح" بالمغرور، قائلا إن هناك 23 أسدا بديلا عن "صلاح".

 

 

تخبط الإدارة

أزمة "صلاح" كشفت التخبط الكبير في الإدارة المصرية، فتارة يتصدر "السيسي" المشهد ويظهر بدور البطل في حل الأزمة، وتارة أخرى يظهر وزير الشباب والرياضة، وثالثة يظهر أحد أعضاء اتحاد الكرة، ويؤكد أنه مستعد للسفر إلى اللاعب لإنهاء الأزمة.

ورغم هذه التصريحات والوعود لكنها لم تخرج عن كونها "شو" إعلامي، حتى كتابة هذه السطور، وهو ما أكده أيضا اللاعب في أزمته عدة مرات بأنه لم يجد حلا حقيقيا، والجميع يتهرب منه ومن رسائله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر محمد صلاح ليفربول اتحاد الكرة المصري المنتخب المصري أزمة صلاح