حذرت موسكو، واشنطن، من شن ما أسمته بـ"عدوان غير شرعي ولا يقوم على أي أساس ضد سوريا"، معتبرة أن "هذا العمل لن يصب إلا في مصلحة (من وصفتهم بـ) الجماعات الإرهابية".

جاء ذلك خلال لقاء عقده، الأربعاء، سفير موسكو لدى واشنطن "أناتولي أنطونوف"، مع المبعوث الأمريكي لشؤون سوريا "جيمس جيفري"، والقائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط "ديفيد ساترفيلد".

وقال "أنطونوف" إنه أعرب للدبلوماسيين الأمريكيين عن قلق موسكو العميق تجاه إشارات واشنطن إلى تحضير ضربات جديدة ضد سوريا، بذريعة استخدام دمشق المحتمل للسلاح الكيميائي.

وأضاف: "التصعيد الجديد في سوريا لن يصب في المصلحة الوطنية لأي طرف، ولن يربح منه سوى الإرهابيين"، حسب موقع "روسيا اليوم".

ودعا "أنطونوف" الجانب الأمريكي للإسراع بتقديم ما لديه من أدلة حول تحضير نظام "الأسد" لاستخدام السلاح الكيميائي.

وزعم أن "الخطاب الأمريكي الحالي قد يدفع الجماعات الإرهابية والمنظمات المتسترة برداء الإنسانية مثل الخوذ البيضاء لتدبير استفزاز كيميائي مفبرك جديد"، حسب تعبيره.

ورغم تأكيد تقارير وتحقيقات أممية استخدام نظام "الأسد" للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في سوريا، عدة مرات ما أوقع أعدادا هائلة من الضحايا، إلا أن روسيا، حليف هذا النظام، تنفي استخدامه لهذا السلاح، وتدعي قيام المعارضة المسلحة بالوقوف وراء تنفيذ هجمات من هذا النوع، واختلاق أدلة بالتعاون مع "الخوذ البيضاء" لاتهام النظام بتنفيذها.

و"الخوذ البيضاء"، منظمة دفاع مدني تتألف من قرابة 3 آلاف متطوع، وتعمل على إنقاذ المدنيين في مناطق النزاع السوري، حسب موقعها الإلكتروني. 

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت"، إن "جيفري" و"ساترفيلد" أعربا لـ"أنطونوف"، عن قلق بلادهما إزاء احتمال هجوم جيش النظام على إدلب (شمال غرب)، آخر أكبر معاقل المعارضة المسلحة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات.

وقبل أيام، دخلت المدمرة الأمريكية "روس" المسلحة بصواريخ موجهة، البحر المتوسط، وهي مزودة بما قدر أنه 28 صاروخا من طراز "توماهوك" القادرة على ضرب أي هدف في سوريا.

وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، قصفت قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية سوريا بأكثر من 100 صاروخ؛ ردا على هجوم بغاز سام قتل العشرات بالغوطة الشرقية، في أكبر تدخل من قوى غربية ضد نظام "الأسد"؛ الأمر الذي دفع نائب وزير الخارجية الروسي، للتأكيد على أن أي ضربات أمريكية جديدة في سوريا ستثير ردا أقوى.