لم يدم وقف إطلاق النار إلا ساعات، وتجددت الاشتباكات الدامية، مساء الخميس، جنوب العاصمة الليبية طرابلس بين مجموعات مسلحة تعلن جميعها تبعيتها وولاءها لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، بينما دعا رئيس الحكومة المعسكرين المتنازعين إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، الخميس، أن حصيلة الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس منذ أيام، بلغت 41 قتيلا و123 مصابا.

وتدور الاشتباكات الآن بين مسلحين من كتيبة ثوار طرابلس، والكتيبة 301، وكتيبة دبابات أبوسليم من جهة، واللواء السابع مشاة في ترهونة المعروف بالكانيات، وجميعها تخضع تبعيتها لحكومة الوفاق الوطني.

وكانت المعارك قد توقّفت، الخميس، بعد اتفاق لوقف النار أعلنه أعيان من مدن الغرب الليبي، لكنّ المعارك استؤنفت، مساء الخميس، ولا سيما في منطقة خلة الفرجان في جنوب طرابلس، وتحدّث سكان عن إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة ومدافع رشّاشة.

وكان من المقرر أن يُشكل الاتفاق نهايةً لأعمال العنف، لكن جرى خرقه سريعا واستؤنفت أعمال القتال بين الجانبين.

وعقب تجدد أعمال العنف، كلّف "السراج" قوّات من مناطق غرب ليبيا ووسطها بالسهر على احترام وقف إطلاق النار، وتتشكل مهمة هذه القوات المكلفة في ضمان انسحاب مسلّحي الجانبين من خطوط الجبهة و"عودة الحياة الطبيعية" إلى الأحياء التي تأثّرت بالمعارك.

وتتكون تلك القوات الضامنة لاحترام وقف إطلاق النار من مجموعتَي مصراتة والزنتان القويّتين واللتين تتبعان وزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني.

وبحسب قرار "السراج" الذي يتولّى أيضًا منصب "القائد الأعلى للجيش الليبي"، فإنّ هذه الوحدات العسكرية ستغادر العاصمة الليبية بعد انتهاء مهمتها المقرر في نهاية سبتمبر/أيلول.

وكانت مجموعتا الزنتان ومصراتة تقاسمتا السيطرة على العاصمة الليبية بعد إطاحة نظام "معمر القذافي" في 2011 حتى 2014 حين سيطر تحالف مكوّن أساسًا من مسلحي مصراتة على طرابلس.

وكانت سفارات إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ليبيا، الخميس، قد أعربت في بيان مشترك عن قلقها إزاء "المعارك التي شهدتها طرابلس ومحيطها مؤخرًا والتي تزعزع استقرار الوضع وتعرّض للخطر أرواح مدنيين أبرياء".