"و.بوست": "صلاح" وجمهوره يضعون الحكومة المصرية في مأزق

الجمعة 31 أغسطس 2018 02:08 ص

في العام الماضي، صعد نجم لاعب كرة القدم المصري "محمد صلاح"، وحقق شهرة عالمية بعد موسم قياسي مع نادي ليفربول الإنجليزي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح اللاعب المعروف باسم "الملك المصري" سفير بلاده الأكثر شهرة في العالم، ومحبوب الملايين من مواطنيه ومشجعيه حول العالم.

لكن في الأشهر الأخيرة، تورط "صلاح" في نزاع علني متزايد مع السلطات الرياضية في مصر، شاكيا من أنهم استغلوه سياسيا ومهنيا خلال مشاركة مصر المشينة في كأس العالم في روسيا هذا الصيف.

الحكومة في مأزق

وضعت شهرة "صلاح" كلاعب عالمي المستوى، إلى جانب سمعته بـ"التواضع"، الحكومة المصرية في مأزق غير مألوف؛ لأن قبول انتقاداته سيكون اعترافا بخلل وظيفي في مؤسسة وطنية، في حين أن رفضها صراحة سيؤدي إلى انتقاد عالمي.

يمتد تأثير "صلاح" إلى ما وراء مصر؛ فهو رمز في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، ولعب دورا في تحسين صورة المسلمين في جميع أنحاء العالم.

كما تم ترشيحه، مؤخرا، لجائزة أفضل لاعب في العالم من قبل "فيفا".

في الوقت نفسه، يقف المصريون مع "صلاح" ضد الحكومة السلطوية في البلاد؛ حيث يجدون كفاحه وسيلة للتنفيس عن الإحباطات المكبوتة لفترة طويلة في ما وصفوه بـ"ثقافة الفشل".

بالنسبة للكثير من المصريين، فإن صعود "صلاح" يجسد طموحاتهم في النجاح، ويعزز أيضا فكرة مزعجة مفادها أنه لا يمكن تحقيقه إلا خارج مصر، حيث وُلد "صلاح" البالغ من العمر 26 عاما في إحدى ضواحي مصر لأب من الطبقة العاملة المجهولة، لكنه لم يرتفع إلى النجومية إلا حين غادر إلى أوروبا.

وأثار "صلاح" مع السلطات موجة من الانتقادات ضد الاتحاد المصري لكرة القدم في مقاطع فيديو نشرت عبر صفحته على "فيسبوك"، من بينها شكاوى من أن المشجعين والمشاهير المصريين مُنِحوا إمكانية الوصول بلا قيود إلى اللاعبين المصريين في فندق الفريق، وأماكن التدريب في الشيشان، إبان مونديال روسيا.

كما شملت الشكاوى أن الفريق المصري -على عكس معظم فرق الدول الأخرى- سافر في الدرجة الاقتصادية إلى روسيا، وأن "صلاح" اضطر لأخذ الصور علانية مع "رمضان قديروف"، رئيس الشيشان، في استغلال سياسي بغيض.

وكان "صلاح" حريصا على الإشارة إلى أن مطالبه لم تكن فقط تخصه بل تخص الفريق بأكمله، ويرى بعض المصريين أن تلك المطالب تخص مصر بأكملها.

وكما جاء في تعليق نشره العديد من مستخدمي "فيسبوك": "هذه ليست مشكلة بين محمد صلاح واتحاد الكرة المصري، وإنما في الواقع مشكلة بين 90 مليون مصري واتحاد الكرة المصري".

واستقبلت مقاطع الفيديو حوالي 33 ألف تعليق يظهر دعما ساحقا لـ"صلاح".

وقام مستخدمون آخرون بنشر صور تدعم اتهامات "صلاح" لاتحاد الكرة المصري.

وأظهرت إحدى الصور حارس مرمى المنتخب المصري نائما على الأرض في رحلة مزدحمة على الدرجة الاقتصادية.

"صلاح" مهدد

لكن "صلاح" يسير في طريق محفوف بالمخاطر، واتهمه منتقدوه بإلحاق ضرر "بهيبة الدولة" في مصر، وهو أمر تحرسه الحكومة المصرية بشدة.

ويعد انتقاد المسؤولين المصريين علانية جريمة جنائية، وكذلك الأمر بالنسبة لنشر أي مزاعم تعتبر الحكومة أنها كاذبة.

وقد استخدمت هذه الاتهامات لإخضاع منتقدي الحكومة.

وبعد أن عبر "صلاح" عن استيائه من اتحاد الكرة، رد الاتحاد -المتكدس بأنصار الرئيس "عبدالفتاح السيسي"- بالإشارة إلى أن نجاح نجم ليفربول حوله إلى شخصية متعجرفة تسعى إلى تحقيق الشهرة.

ولا تتطابق تلك الصورة مع صورة "صلاح" كشاب متواضع وواثق يحتفل بالأهداف من خلال الصلوات، ويتبرع بجوائز مالية لجهات خيرية، ويدفع لأجل المستشفيات في مسقط رأسه.

وحث العديد من المعلقين على المنشور "صلاح"، على ترك الفريق الوطني، ورعاية مصالحه الخاصة.

وحذره آخرون من أن استقلاله قد يعرضه لخطر الملاحقة القضائية، مستشهدين بـ"محمد أبوتريكة"، وهو واحد من أكثر اللاعبين المحبوبين في تاريخ مصر، والمضطر حاليا للعيش في المنفى في قطر بعد أن اتهمته الحكومة المصرية بدعم جماعة "الإخوان المسلمين"، وهناك أمر مفتوح لاعتقاله، كما تم تجميد أمواله.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

مصر محمد صلاح أزمة صلاح واتحاد الكرة السيسي أبوتريكة