قسمت فكرة تبادل الأراضي بين كوسوفا وصربيا، بهدف حل الخلاف القائم بينهما، الاتحاد الأوروبي بين القبول والتحذير، وبينما تزعمت ألمانيا جانب المحذرين من الفكرة، فإن فرنسا ألمحت إلى إمكانية القبول بها إذا وافق عليها الطرفان.

وحذر وزراء خارجية ألمانيا والنمسا وفنلندا، إلى جانب بريطانيا، ودول أخرى من فكرة تبادل الأراضي بين كوسوفا وصربيا، باعتبار أن إعادة ترسيم الحدود سيعزز التوترات العرقية في المنطقة.

لكن الفكرة سبق أن لقيت استحسان باريس، وانضمت لها واشنطن، حيث أشارتا إلى أن ذلك قد يكون مقبولا لديهما ما دام هو خيار البلدين المتصارعين.

وأثارت بلغراد وبريشتينا الشهر الحالي فكرة إعادة ترسيم الحدود في إطار مقترح ضمن جهود طويلة الأمد لتطبيع العلاقات بين الخصمين السابقين.

وطرح الرئيس الصربي، "ألكسندر فوتشيتش"، الشهر الماضي فكرة تبادل مناطق بشمال كوسوفا، التي يسيطر عليها الصرب مقابل جزء من جنوب صربيا يقطنه أغلبية من أصل ألباني للمساعدة في حل النزاع، وبدا نظيره الكوسوفي، "هاشم تقي"، في البداية إيجابيا، لكنه تراجع منذ ذلك الحين جزئيا عن الفكرة.

وقالت الولايات المتحدة إنها ستقبل بمثل هذا الحل إذا وافقت عليه كل من بلغراد وبريشتينا، في الوقت الذي أعرب فيه مصدر دبلوماسي فرنسي الأسبوع الماضي عن احتمال أن تكون باريس أيضا منفتحة على مقترح التبادل الإقليمي.

وأثارت بلغراد وبريشتينا الشهر الحالي فكرة إعادة ترسيم الحدود.

لكن تلك الخطوات اصطدمت بتحذيرات من الخطوة في محادثات غير رسمية في فيينا، الجمعة، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، مقارنة إياها بخطوات نهاية الاستعمار في أفريقيا.

ومن المقرر أن يلتحق بتلك المحادثات في وقت لاحق نظراؤهم من صربيا وكوسوفا وغيرهما من المرشحين لعضوية الاتحاد الأوروبي.

ويتوسط الاتحاد الأوروبي في المحادثات بين بلغراد وبريشتينا، حيث عرض إمكانية انضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي إذا تمكنتا من حل خلافاتهما تماما.

وانفصلت كوسوفا عن صربيا قبل عشرة أعوام، واعترفت أكثر من 110 دول باستقلالها، وهي أصغر دولة في أوروبا ويقطنها غالبية كبيرة من الألبان، لكنها تنظر بقلق إلى مساع صربية لاستعادة السيطرة عليها مجددا.