ودع سفير بريطانيا لدى القاهرة "جون كاسن" الشعب المصرى، قبل رحيله وانتهاء مهام عمله، مشيرا إلى أن مصر أثرت في شخصيته وأنه تعلم الكثير من المصريين.

وقال "كاسن"، في مقال بصحيفة "المصري اليوم" المحلية: "عند قدومى إلى مصر كسفير، كنت حريصًا على مقابلة المصريين ومشاركتهم حياتهم على طريقتهم سواء كان فى الأكل أو لعب الكرة أو الهزار (المزاح). وهكذا بدأت رحلة استمرت لأربعة أعوام اكتسبت خلالها بعض أعظم الخبرات فى حياتى".

وتابع: "من خلال تواجدى مع المصريين فى الشوارع، والمكاتب، والاحتفالات، وتويتر، وفيسبوك بدأت أرى مصر من خلال عيون المصريين وأفهم ما يريده المصريون لبلادهم وكيف يمكن أن يشاركوا فى رحلة خدمة العالم بموهبتهم".

وأردف قائلا: "رأيت الشباب المصريين من أصحاب الإبداع المذهل، وكنا فخورين بأن نصبح الشريك الأول لمصر فى الرؤية التى تهدف إلى ضمان استفادة الجميع من الإصلاح الاقتصادى".

ومضى "كاسن" إلى القول: "لقد كنت شاهدًا على موهبة الطلاب الموهوبين الذين يستحقون الحصول على أفضل مستويات التعليم العالمية، ولذلك، عملنا على إتاحة التعليم العالمى للجميع، وليس فقط للنخبة".

وواصل "كاسن" حديثه عن المصريين قائلا: "فى المواقف الصعبة، رأيت قوة المصريين عندما وقف المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب فى جنازات ضحايا الهجمات الإرهابية، وعندما تضامنوا وتعاطفوا معنا عندما تعرضت لندن للهجوم".

وقال "كاسن": "ما زلنا نواجه اختلافات حقيقية فى مجال السياحة والاقتصاد والسياسة. الشىء المهم هو أننا لا نخفى هذه الاختلافات، فنحن لدينا قناة حوار مفتوحة دائمًا للحفاظ على صدق علاقتنا وقوتها من أجل معالجة القضايا الهامة".

وأضاف: "وصلنا إلى نوع جديد من الدبلوماسية الحديثة -الدبلوماسية الشعبية، وليست النخبوية فقط. فى العالم الحديث، لا تستطيع الحكومات تحقيق كل شىء بمفردها".

واعتبر "كاسن" أنه "عندما تنجح مصر تنجح بريطانيا. لذلك كان من الطبيعى النظر إلى ما وراء أروقة السلطة التقليدية، كان يجب النظر إلى 100 مليون نسمة الذين يشكلون ثروة مصر الحقيقية. واكتشفت سبلًا جديدة للحوار وشراكات جديدة أكثر ثراءً من أى وقت مضى".

وأكد أن مصر تركت بصمتها على أسلوبه الدبلوماسى، مضيفا: "تجربتى فى مصر علمتنى وقدمت لى نوعا جديدا من الدبلوماسية".

وختم بقوله: "مصر هتوحشنى. هيوحشنى أهلها وأكلها. هتوحشنى الدوشة وحرارة الشمس والأصحاب وكلمة (منوّر يا باشا) من الناس فى الشارع. هيوحشنى سؤال (هو انت بجد السفير البريطانى؟) و(هو انت بجد وقفت ع الكورة مع رمضان صبحى؟)، ولما يوقفوننى ويقولوا لى (ممكن ناخد سيلفى معاك؟).

وكان "كاسن" تولى منصبه في 14 أغسطس (آب) 2014، ويستعد هذه الأيام للمغادرة بعد انتهاء فترته بالسفارة البريطانية في القاهرة.