حقوقية تطالب واشنطن بالتوقف عن دعم تحالف السعودية باليمن

الأحد 2 سبتمبر 2018 02:09 ص

"لا يمكن للولايات المتحدة أن تفخر بالذهاب في الاتجاهين، حيث تفتخر بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لليمن، وفى الوقت ذاته توفر القنابل التي تقتل الأطفال اليمنيين"..

هكذا أبدت الباحثة اليمنية في منظمة العفو الدولية، "رشا محمد"، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، رفضها للدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن، مطالبة واشنطن بالتوقف عن تقديم السلاح للتحالف السعودي في اليمن، مبدية أسفها أن يتم استهداف اليمن بذخائر أمريكية.

وأشارت الباحثة إلى أن التقارير أثبتت أن السلاح المستخدَم في قصف حافلة الأطفال في منطقة صعدة، مطلع الشهر الماضي، وأدت إلى مقتل قرابة 40 طفلا، كان عبارة عن قنبلة موجهة بدقة مصنعة في شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية.

ونقلت الباحثة عن شهادة لمدير مستشفى قريب من موقع الحادث، قال فيها إن "الانفجار كان كبيرا، وبدلا من وصول جثث الأطفال لم تصل سوى أطراف مشوهة ومقطوعة، لقد تم إنهاء حياة العديد من الأطفال".

وقالت الباحثة إنه "للأسف تم اكتشاف العديد من الذخائر الأمريكية بعد عمليات قصف لطائرات التحالف السعودي في اليمن، مشيرة إلى أنه عُثر على بقايا أسلحة أمريكية في عمليات قصف استهدفت أسواقا ومدارس ومستشفيات.  

وتابعت أنه بعد أربعة أعوام من عمر الحرب في اليمن، فإن منظمة العفو الدولية زارت العديد من المواقع وتحققت من عشرات المواقع التي تم استهدافها في ثمان محافظات يمنية.

وأضافت: "كثيراً ما كنا نكتشف بقايا ذخائر مصنعة في الولايات المتحدة، فضلاً عن ذخائر مصنعة في بريطانيا والبرازيل، وبالمثل اكتشف محققون من الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش".

جرائم حرب

 

وأوضحت الباحثة في منظمة العفو الدولية أنه لم يكن مفاجئا أن تصدر هيئة المفوضية التابعة للأمم المتحدة، تقريراً هذا الأسبوع تضمن توصية صارخة بدعوة الدول إلى الامتناع عن تقديم الأسلحة التي يمكن استخدامها في الحرب باليمن، وعلى رأس تلك الدول، الولايات المتحدة، التي قد تكون وبسبب دعمها للسعودية بالسلاح، متورطة بجرائم حرب.

وذكرت الباحثة أن المنظمة وثقت قصفاً بقنبلة موجهة بالليزر أمريكية الصنع، استهدفت منازل قريبة من صنعاء، وذلك في 25 أغسطس/آب من عام 2017، وفي 16 أغسطس/آب 2016 استُهدف مستشفى أطباء بلا حدود؛ ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم موظفون من المنظمة، وأصيب 19 آخرون، وهو ما دفع بالمنظمة إلى سحب موظفيها من اليمن.

ومضت قائلة إنه على الرغم من توفر أدلة كثيرة على أن الأسلحة المستخدمة من قبل السعودية في اليمن هي أسلحة أمريكية، فإن إدارة ترامب "لا تبدو نادمة" على دعمها للسعودية، رغم أن العديد من المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالضيق من التقارير التي تفيد بمقتل يمنيين بأسلحة أمريكية.

وتستمر الضغوط على إدارة "ترامب" من قبل الكونغرس والعديد من المسؤولين الأمريكيين من أجل وقف الدعم المقدم للسعودية، بعد تأكيدات عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها الرياض، فضلاً عن تقارير أشارت إلى عمليات اغتصاب تعرض لها معتقلون يمنيون على يد القوات الإماراتية.

ورغم ذلك تحارب إدارة "ترامب" الكونغرس وترفض الضغوط لوقف الدعم المقدم للسعودية، - بحسب "رشا".

وختمت الباحثة بالقول إنه "من الضروري أن تفكر إدارة ترامب كيف تسهم في وقف القتل غير المشروع الذي تمارسه السعودية في اليمن، والذي أدى إلى سقوط الآلاف من المدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنازل، وتنهي أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الولايات المتحدة أطفال صعدة قنابل