"ف. بوليسي": الإمارات استخدمت برنامجا إسرائيليا للتجسس على هواتف معارضيها

الأحد 2 سبتمبر 2018 05:09 ص

قالت مجلة "فورين بوليسي" إن شركات إسرائيلية طورت برامج شديدة الذكاء تمكنت عبرها من اختراق هواتف "آيفون" والتي تعد الأكثر أمانا في العالم حاليا، وتستخدمها حاليا حكومات إقليمية لاختراق هواتف معارضيها والتجسس عليهم.

واستشهدت المجلة بموقف حدث مع المعارض الإماراتي "أحمد منصور"، عندما تلقى رسالة نصية على هاتفه في أغسطس/آب 2016 وتحتوي رابطا يتحدث عن "التعذيب في السجون الإماراتية" لكي تغريه بفتح الرابط، لكن المعارض تشكك في الأمر بعد تكرار الرسائل، فأعاد إرسالها إلى "سيتزن لاب"، وهو معهد بحثي مقره في جامعة تورنتو، ويكرس جهوده لحقوق الإنسان وأمن الإنترنت.

واكتشف الباحثون بالمعهد أن الرسائل النصية والروابط معها هي جزء من برنامج تجسسي متقدم صمم خصيصاً لاستهداف "منصور"، الذي لو نقر على الرسالة لتحول هاتفه الجوال إلى "جاسوس رقمي في جيبه" يتتبع رسائله ويراقب مكالماته وصوره التي يلتقطها، كما جاء في تقرير "سيتزن لاب" لاحقاً.

وقالت المجلة إن باحثي المعهد لاحقوا مصدر البرنامج الخبيث، ليكتشفوا أنه يعود لشركة إسرائيلية طورته واسمها "NSO".

ونقلت المجلة عن الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى "نيري زيبلر"، قوله إن هذه الشركة الصغيرة اكتشفت نقاط ضعف في "آيفون" الذي كان يعد من أكثر الهواتف النقالة أماناً وطورت برنامجا لاختراقه وهي عملية مكلفة ومجهدة في الوقت نفسه.

وقال الباحثون إنهم لأول مرة يرون اختراقا متطورا لأجهزة "آيفون" بهذه الطريقة لأغراض التجسس.

وأشار تقرير المجلة إلى أن الإمارات استخدمت برنامجا من إنتاج الشركة الإسرائيلية للتجسس على أشهر معارض، والذي يقضي حكماً بالسجن عشرة أعوام، بتهمة نشر معلومات مضللة على حساباته في مواقع التواصل الإجتماعي.

ونقل التقرير تخوفات متخصصين من إمكانية عدم وجود إشراف حكومي كافي على تلك الشركات، فعندما تستخدمها دول فإن هناك إمكانية للتنظيم والضبط أما عندما تشترك شركات خاصة في استخدامها فالأمر يصبح معقدا.

وبحسب "سيتزن لاب"، فقد استهدفت التكنولوجيا التي طورتها شركة "NSO" حوالي 175 شخصاً منذ عام 2016، بمن فيهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان ومعارضون.

ويستعرض التقرير هجوما إلكترونيا نفذته وحدة 8200 الإسرائيلية بالتعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكي على المفاعل النووي الإيراني في "نانتز" عام 2009/2010، حيث استطاعوا نشر فيروس "ستاكسنيت"، والذي استهدف أجهزة الطرد المركزي بحيث جعلها تتحرك بسرعة خارجة عن السيطرة وتعطلت عن العمل.

وتم اختراق نظام الرقابة بحيث لم تلاحظ إيران الهجوم.

ويشير التقرير إلى تقديم عامل سابق في "NSO" للمحاكمة في يوليو/تموز الماضي، حيث وجهت له السلطات الإسرائيلية عدداً من الاتهامات، منها سرقة معلومات حساسة ومحاولة بيعها بخمسين مليون دولار على "الإنترنت المظلم" أو "ديب ويب".

وقالت الصحيفة إن الشركة رغم أنها اكتشفت الأمر سريعا، لكن ما حدث يظل مثالا عن غياب الفرق بين ما هو عام وخاص. فما كان خاصاً بالحكومة يصبح وبشكل متزايد بيد الشركات الخاصة وعادة في أيدي المجرمين.

وأضاف التقرير أن شيفرة "ستاكستنيت" أصبحت متاحة على الإنترنت، وفي عام 2013 حصل قراصنة، يعتقد أنهم روس، على برنامج طورته وكالة الأمن القومي الأمريكي والتي حاولت من خلال البحث عن مكامن ضعف مايكرسوفت.

واستخدم البرنامج في مايو/أيار 2017 لشن حملة طلب فدية عالمية تحت عنوان "واناكراي"، والتي أصابت على ما يعتقد 200.000 كمبيوتر في 50 دولة منها أجهزة كمبيوتر مؤسسة الخدمة الصحية الوطنية البريطانية.

ورأى التقرير أن شركة "NSO" لا يمكنها بيع برامجها المتطورة إلى الحكومة الإماراتية إلا بموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية، باعتبار أن هذا البرنامج يعد أحد أنظمة الحرب الإلكترونية.

لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت أن النظام الذي باعته الشركة للإمارات كان ضعيفا بشكل نسبي، وأن مسؤولين في وزارة الدفاع عارضوا بيع التكنولوجيا لدولة عربية، لكنهم تخلوا عن المعارضة بعد ذلك.

وقالت الشركة إنها تلتزم بالقوانين وإنها لا تدير البرنامج بل تطوره للزبون.

وبحسب التقرير، فإن هذا التفريق الماكر هو مثال عن الضبابية بين ما هو عام وخاص، فنفس السلاح المستخدم ضد الصحفيين والمعارضين هو نفسه المستخدم ضد مهربي المخدرات والإرهابيين.

  كلمات مفتاحية

(اسرائيل) الإمارات تجسس اختراق آيفون فورين بوليسي

الإمارات جندت عملاء بوكالة الأمن القومي الأمريكي لاصطياد خصومها