تظاهر مئات اليمنيين، في العاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليا، احتجاجاً على ارتفاع كلفة المعيشة، وانهيار الريال اليمني.

وأشعل المتظاهرون إطارات سيارات، وأغلقوا الطرق الرئيسية، داعين إلى العصيان المدني، ونددوا بانهيار عملة بلادهم، ما تسبب في غلاء الأسعار وانعدام السلع الأساسية.

وانتقد المتظاهرون، انشغال الحكومة بالتعيينات، وتقاسم المناصب، وترك الشعب اليمني يعاني من ويلات الحرب، متعجبين من تخلي السلطات عن مسؤولياتها لتحسين ظروف عيش اليمنيين.

ومنذ أكثر من عام، تعجز الحكومة اليمنية، عن دفع الرواتب للموظفين.

وخسر الريال اليمني، أكثر من ثلثي قيمته، مقابل الدولار منذ 2015، العام الذي تدخلت فيه السعودية وحلفاؤها عسكرياً ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران، الذين احتلوا العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات الرئيسية في البلاد.

وتحسّنت قيمة الريال لمدة قصيرة، لكنها سرعان ما تراجعت بنسبة 36%.

وإثر هذه الاحتجاجات، عقد الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، اجتماعا في الرياض، حيث مقر إقامته، للجنة الاقتصادية، بحضور كل من نائبه الفريق "علي محسن الأحمر"، ورئيس الحكومة "أحمد عبيد بن دغر".

وأصدر "هادي"، خلال الاجتماع، توجيهات لمعالجة الوضع الاقتصادي "بشكل عاجل".

ويعاني اليمن، منذ قرابة 4 سنوات، من حرب أهلية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، الذين يسيطرون على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

وينفذ التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية في مواجهة المسلحين الحوثيين.

وأوقعت الحرب في اليمن، نحو 10 آلاف قتيل، غالبيتهم من المدنيين، وأغرقت أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة، وتسببت بـ"أسوأ أزمة إنسانية"، في العالم بحسب الأمم المتحدة.