كشف قيادي بارز في المعارضة السورية، عن وجود انشقاقات في صفوف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا).

وأفاد القيادي في الجيش الحر، في تصريحات خاصة لصحيفة "الحياة"، بـ"انشقاق عدد من الفصائل عن هيئة تحرير الشام (النصرة) وانضمامها إلى تنظيم حراس الدين، كأولى ثمار حل تركي معقد يجمع بين خيارات سياسية وعسكرية متنوعة، بعد إعلان الهيئة منظمة إرهابية بالتنسيق مع روسيا".

وأضاف أن "كتائب جند الشام (مجموعات من قوات النخبة في قطاع درعا سابقا)، وفرسان الإيمان، ونحو ست مجموعات أخرى، انضمت إلى حراس الدين".

و"حراس الدين" تنظيم انشق عن "النصرة" بعد تغيير اسمها، ويضم عناصر أكثر قربا من تنظيم "القاعدة". 

وتابع: "ما جرى يعني أن التيار المتشدد ذا التوجه القاعدي، بدأ بمغادرة صفوف الهيئة بعد إعلانها منظمة إرهابية، ما يفتح المجال أمام فصل جغرافي لمناطق وجود الهيئة، تتبعه خطوات أخرى بالتنسيق مع روسيا والبلدان التي ينتمي إليها المسلحون الأجانب".

وتوقع مصدر في المعارضة السورية، مطلع على ملفات أمنية حساسة، أن "تتواصل عملية الفرز في الأيام المقبلة نتيجة الجهود التركية المتواصلة".

ومن المرجح أن تنضم التيارات المنخرطة داخل الهيئة إلى "حراس الدين".

وتوقع أن الحل النهائي لقضية "هيئة تحرير الشام"، سيكون مزيجا من "القتال وترحيل بعض العناصر إلى أماكن باتت شبه محددة في ريف حماة الشمالي الشرقي في منطقة مغلقة بعيدا من المدنيين، أو إلى الخارج بمفاوضات ثنائية بين الاستخبارات التركية واستخبارات البلدان التي يتحدر منها أعضاء التنظيمات التي تتبنى فكرا قاعديا".

في السياق ذاته، شدد القائد العام لحركة "تحرير الوطن" العقيد "فاتح حسونة" على أن "الوقت يمضي، ويجب خلال أيام سحب ذريعة الروس والنظام بالهجوم على إدلب".

وأضاف أن "تركيا عززت نقاط المراقبة العسكرية في الأسابيع الأخيرة، ما يعني أنها جاهزة للحسم العسكري مع الهيئة في حال واصلت تعنتها".

وكانت "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، في 23 من يوليو/تموز 2017.

ويستعد النظام السوري بدعم روسي للقيام بعملية عسكرية واسعة في "إدلب"، وتحاول تركيا تجنيب المنطقة ويلات التصعيد العسكري، بإخراج مقاتلي "النصرة" من المدينة.