أضرم صاحب محل تجاري النار بنفسه، الثلاثاء، أمام مقر بلدية العاصمة الإيرانية (طهران)؛ احتجاجا على عدم منحه ترخيصا لدكانه.

وسكب صاحب المحل، الذي يبلغ من العمر 45 عاما، البنزين على نفسه، ثم أشعل النيران به محاولا الانتحار، إلا أن عددا من عمال البدلية والمواطنين تمكنوا من إنقاذه في اللحظات الأخيرة، وفقا لما أوردته وكالة تسنيم الإيرانية.

ونقل العمال والمواطنون صاحب المحل إلى أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية بعد تعرضه لإصابات بليغة.

وتعاني إيران أوضاعا اقتصادية متردية، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في 9 مايو/أيار الماضي، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية ضد طهران.

 وأسفرت عودة العقوبات، التي دخلت حزمتها الأولى حيز التنفيذ في أغسطس/آب الماضي، عن هبوط العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية في السوق الموازية، لتصل إلى  130 ألف ريال لكل دولار أمريكي، بعدما كانت قيمتها 42.9 ألف ريال لكل دولار مطلع 2018.

وتستهدف عقوبات الحزمة الأولى بيع العملة الأمريكية إلى إيران وتجارة الذهب والمعادن الثمينة، كما تشمل قطاع السيارات والقطاع المصرفي، بما في ذلك التعامل مع الريال الإيراني والسندات الإيرانية، وبيع وشراء الحديد والصلب والألمنيوم، وسحب تراخيص صفقات الطائرات التجارية، وكذلك معاقبة القطاع الصناعي الإيراني عموما، بما في ذلك قطاع السجاد، ذي السمعة العالمية.

وينتظر أن يبدأ العمل بالحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتستهدف قطاع النفط، الذي يشكل عصب الاقتصاد الإيراني، عبر الحد من صادرات البترول وصولا إلى المستوى "صفر".

وشهدت إيران، في أغسطس/آب الماضي، احتجاجات اجتماعية غاضبة، ظهرت في شكل مظاهرات حاشدة شملت مدنا ومناطق في مختلف أنحاء البلاد.

وركزت هتافات المحتجين على التنديد بارتفاع نسبة التضخم وتدهور سعر وقيمة العملة المحلية وانتشار الفساد، في ظل استمرار تمويل إيران لميليشيات مسلحة في العراق واليمن ولبنان، وضخها أموالا طائلة لحماية نظام "بشار الأسد" في سوريا.