"ن. تايمز": النظام السعودي يرهب معارضيه عبر التنكيل بـ"العودة"

الأربعاء 5 سبتمبر 2018 09:09 ص

قالت وسائل الإعلام السعودية، ونجل الشيخ "سلمان العودة"، الثلاثاء، إن المدعي العام في المملكة يسعى إلى فرض عقوبة الإعدام على الداعية البارز الذي ينتقد الطريقة التي يحكم بها "آل سعود".

وتأتي محاكمة "العودة" بعد حملة القمع التي قادها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الحاكم الفعلي للمملكة، والتي شهدت اعتقال العشرات من رجال الدين والناشطين والأمراء ورجال الأعمال.

وقالت جماعات حقوق الإنسان إن العديد من الاعتقالات، مثل اعتقال "العودة"، كانت سياسية أكثر من كونها ذات صلة بأي أنشطة تعتبر عادة جرائم في أماكن أخرى من العالم.

وعن القضية المرفوعة ضد "العودة"، قال "آدم كوغل"، المختص بمراقبة السعودية لصالح "هيومن رايتس ووتش": "إذا نظرنا إلى الاتهامات، نجد من الواضح أنها ذات دوافع سياسية".

وفي الوقت الذي شهد فيه "كوغل" محاكمات مماثلة، قال إنه من النادر أن يسعى ممثلو الادعاء لفرض عقوبة الإعدام في مثل هذه الحالات.

وقال: "لا أعرف كيف يمكن أن نرى ذلك، لكنه تصعيد واضح ضد المعارضين والناشطين السعوديين".

ولم يرد المسؤولون السعوديون على طلب التعليق على التهم أو المحاكمة.

وكان "العودة"، البالغ من العمر 62 عاما، شخصية بارزة في المجال الديني في المملكة لعقود من الزمن، وهو معروف بابتعاده عن مدار الحكومة في مملكة تجد فيها العديد من رجال الدين مجرد أبواق للحكومة.

وفي تسعينيات القرن الماضي، كان "العودة" عضوا بارزا في الحركة المحافظة المعروفة باسم "الصحوة"، التي ارتبطت بجماعة الإخوان المسلمين، وانتقدت الحكومة السعودية لأسباب دينية، بما في ذلك السماح للقوات الأمريكية بدخول المملكة خلال حرب الخليج عام 1991.

وتسبب هذا النشاط في إلقاء القبض عليه ووضعه في السجن لما يقرب من 5 أعوام، لكن آراءه بدأت في التطور بعد إطلاق سراحه. وبعد اندلاع انتفاضات الربيع العربي عام 2011، دعا "العودة" إلى إجراء انتخابات وفصل السلطات، وهي أفكار تخشى الملكية السعودية أن تهدد سيطرتها.

وفي الآونة الأخيرة، تجنب "العودة" إلى حد كبير التعليق على السياسة علنا، مستخدما حسابه الشخصي، الذي يحظى بملايين المتابعين، للتركيز أكثر على المسائل الروحية؛ حيث نشر عددا من الكتب الدينية، ولديه أكثر من 14 مليون متابع على تويتر.

وينظر نقاد "العودة" إليه وكأنه ذئب يرتدي جلد حمل، ويتهمونه باستخدام الدعوة الدينية كغطاء للثورة.

ولطالما اعتبر قادة المملكة، وهي ملكية مطلقة تحكم وفقا للشريعة الإسلامية، الإسلام السياسي الذي روج له الإخوان المسلمون، تهديدا لاستقرار البلاد، ولقبضتهم على السلطة.

وتم افتتاح محاكمة "العودة" الثلاثاء أمام المحكمة الجنائية المختصة في الرياض، والتي كثيرا ما تنظر في قضايا الأمن القومي والإرهاب. ويواجه 37 تهمة، بما في ذلك إثارة الخلاف العام، والإساءة للحكام، والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وكلها تعتبر جرائم في السعودية.

وتم السماح له بمحام للدفاع عنه، وحضر ثلاثة من أبنائه المحاكمة، وفقا لأحد أبنائه، وهو "عبدالله العودة"، الزميل في جامعة "جورج تاون".

وقال "عبد الله"، عبر الهاتف، إن الحكومة كانت لديها مشكلة منذ فترة طويلة في دعوات والده لإجراء تغييرات سياسية.

وأضاف "الآن هم ينتقمون من كل مشاركاته ونشاطه وصراحته".

لكنه قال إن المحاكمة تتعلق أيضا بإرسال رسالة أوسع للسعوديين لإبقاء انتقاداتهم لأنفسهم.

وقال: "كل شخص لديه بعض الشعبية ويمكنه التحدث سوف يسكتونه حتى لا ينتقدهم".

المصدر | ن. تايمز

  كلمات مفتاحية

محاكمة سلمان العودة سلمان العودة محمد بن سلمان القمع في السعودية