قال وزير عراقي إن حربا باردة أمريكية إيرانية بدأت بالفعل داخل العراق، منذ مدة، وعنوانها "انتزاع النفوذ"، محذرا من إعادة إحياء تنظيم "الدولة الإسلامية" لتمرير مشاريع أو الضغط به على أطراف داخل البلاد.

وأضاف الوزير العراقي الذي تحدث من بغداد، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود بعد نحو 15 عاماً على الاحتلال. فالقالب الأول لها أعوج، وضعه الأمريكي وتم تشييده على أساس طائفي".

وتابع: "القوات الأمريكية تعزز قواتها في العراق بوحدات رصد واستطلاع غربي البلاد وفي إقليم كردستان وبشكل غير معلن، وتبرر ذلك على أنه عملية استبدال لقوات ووحدات مكان أخرى وليست تعزيزات إضافية ولا يمكن التأكد من صحة ذلك".

ولفت إلى أنه "في الوقت نفسه، تزيد الولايات المتحدة من جرعات الدعم لوحدات خاصة داخل الجيش العراقي، والحكومة تفعل الأمر نفسه"، حسبما نقلت عنه صحيفة "العربي الجديد".

وعن إيران، قال الوزير العراقي إنها "ترفع وتيرة دعمها لأحد عشر فصيلا مسلحا يدين بالولاء لها، وهي التي يُطلق عليها الآن عبارة أو مصطلح الحشد الولائي".

ولفت إلى أن أبرز هذه الفصائل "العصائب" و"بدر" و"النجباء" و"حزب الله" و"الخراساني" و"سرايا عاشوراء" و"الإمام علي" و"جند الإمام".

وأضاف: "الحكومة تعي مخاطر الوضع بشكل واضح".

إلا أنه حذر من وجود مخاوف من إعادة إحياء تنظيم "الدولة الإسلامية" لتمرير مشاريع أو الضغط به على أطراف داخل البلاد.

ووسط كل ذلك، تتعثر العملية السياسية في العراق مجددا، وتصل إلى مراحل حرجة تحت الضغطَين الأمريكي والإيراني.

فما بين تهديدات شيعية، الأسبوع الماضي، بإسقاط أي "حكومة عميلة" يتم تشكيلها بـ"تدخل أمريكي"، وما بين تلويح أعضاء وقيادات صدرية بـ"النزول إلى الشارع" في حال تم الالتفاف على استحقاق تحالف "سائرون" الانتخابي وتم إقصاؤه من تشكيل الحكومة، تقف بلاد الرافدين على مفترق طرق حرج للغاية.