تصريحات شقيق ملك السعودية تعيد خلافات العائلة الحاكمة للواجهة

الخميس 6 سبتمبر 2018 03:09 ص

أثار مقطع فيديو نادر لأحد كبار الأمراء السعوديين وهو يتحدث أمام متظاهرين في لندن، جدلا حول الخلاف المحتمل في صفوف العائلة الحاكمة؛ ما أجبر الأمير على إصدار بيان توضيحي.

وفي مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين تقريبا، سأل الأمير "أحمد بن عبدالعزيز آل سعود" المتظاهرين عن سبب انتقادهم له وغيره من أفراد الأسرة الحاكمة إجمالا، بدلا من توجيه اللوم لأخيه وابن أخيه، الملك "سلمان" وولي العهد "محمد بن سلمان".

قبل أن يعرب عن أمله في أن تتوقف الحروب في "اليمن وأماكن أخرى" خلال أقرب وقت ممكن.

وفسر بعض السعوديين تصريحات الأمير بأنها محاولة منه للنأي بالنفس عن شؤون الحكم، في حين عدها آخرون دعما للمحتجين.

وتأتي تلك التصريحات الغامضة في وقت دقيق لولي العهد.

ففي الداخل، عطلت الحكومة هذا الصيف خطة لبيع حصص في شركة النفط العملاقة الحكومية "أرامكو"، وهي الركيزة الأساسية لمبادرة ولي العهد لتحويل اقتصاد المملكة من اقتصاد معتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع.

وفي مواضع أخرى، أدى اعتقال المملكة لعدد من الناشطات البارزات في مجال حقوق المرأة إلى تقويض سمعة ولي العهد في الخارج كشخصية إصلاحية، فيما لا تظهر أية علامات على تراجع الحرب في اليمن، التي يخوضها منذ 2015.

وعادة ما تبقي العائلة المالكة في السعودية الخلافات حول الشؤون الداخلية سرا في المكاتب المغلقة، ومن النادر للغاية أن يتم بث أي خلافات علانية.

وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أصدر الأمير "أحمد" بيانا توضيحيا أكد فيه أن تصريحاته كان يقصد بها أن "الملك وولي العهد هما المسؤولان عن الدولة وعن قراراتها".

وتم نشر البيان على الصفحة الأولى للعديد من الصحف السعودية الأربعاء.

وأضاف الأمير في بيانه الذي جاء مقتضبا: "من غير الممكن تفسير ما قلته بأي طريقة أخرى".

لكن معارضو الحكومة رأوا تصريحات الأمير "أحمد" بشكل مختلف.

فالمعارض المقيم في لندن "سعد الفقيه"، الذي طالما كان شوكة في حلق النظام الملكي، كاد أن يرقص فرحا أمام شاشات التلفزيون، وهو يعلق على تصريحات الأمير "أحمد"؛ حيث عدها انتقادا صريحا للملك وولي العهد من "واحد من أكثر الناس احتراما في العائلة المالكة".

وبدأت حسابات مجهولة على "تويتر" في الترويج لوسم يدعو إلى مبايعة الأمير "أحمد" ملكا.

والأمير "أحمد" هو أحد الأبناء المتبقين لمؤسس المملكة، وكان يُنظر إليه في وقت ما على أنه مرشح محتمل للعرش.

وبصفته أخا شقيقا للملك "سلمان"، فهو أيضا أحد "السديريين السبعة"، وهو فصيل قوي داخل العائلة.

وتكهن البعض بأن الأمير "أحمد" كان واحدا من 3 فقط من أصل 34 من أعضاء مجلس البيعة الذين لم يصوتوا لتصعيد "محمد بن سلمان" إلى منصب ولي العهد. لكن الديوان الملكي لم ينشر تفصيلا للأصوات.

ويظهر المقطع الذي تم تصويره ليلا في لندن الأمير "أحمد" مخاطبا مجموعة صغيرة من المتظاهرين، الذين كانوا يهتفون "يسقط يسقط آل سعود"، و"أسرة آل سعود مجرمة".

وفي حين كان يرافقه السفير السعودي في المملكة المتحدة، رد الأمير: "ما علاقة آل سعود بكل هذا؟ قد يكون بعض الأفراد مسؤولين، ولكن ما علاقة العائلة بذلك؟".

وعندما سأل متظاهر من المسؤول؟ قال الأمير "أحمد": "الملك وولي العهد".

وهناك بعض الكلمات في الفيديو ليست مسموعة، وبعض الأجزاء مفقودة، ويظهر أن هناك عملية تحرير على الفيديو.

وفي جزء من الفيديو سأل أحد المحتجين الأمير عن اليمن؛ حيث يخوض تحالف تقوده السعودية حربا ضد المتمردين الحوثيين هناك منذ أكثر من 3 أعوام.

وكتب الأمير "سطام بن خالد"، على "تويتر"، أن اختيار الأمير "أحمد" للتحاور مع المتظاهرين "دليل على أخلاقه وتواضعه".

وأضاف: "هذا المقطع يحسب لنا وليس ضدنا، وكل ما قاله يمثلنا".

وأظهرت صورة انتشرت على "تويتر"، الأربعاء، الأمير "أحمد" وهو يقبل يد الملك "سلمان"، وأسفلها تعليق يقول: "الأمير أحمد بن عبدالعزيز يفضح المرتزقة".

المصدر | فيفيان نيريم-بلومبرغ

  كلمات مفتاحية

السعودية حرب اليمن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود محمد بن سلمان