فورين بوليسي: (إسرائيل) سلحت ومولت مجموعات معارضة في سوريا

الخميس 6 سبتمبر 2018 06:09 ص

قالت مصادر محلية بجنوب سوريا، الخميس، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي نفذت برنامجا سريا لتسليح وتمويل 12 جماعة معارضة، عبر منطقة الجولان الحدودية، خلال السنوات الماضية.

وذكرت المصادر أن البرنامج الإسرائيلي استهدف منع المقاتلين، الذين تدعمهم إيران، من السيطرة على مواقع قريبة من الحدود مع دولة الاحتلال، وفقا لما نقلته "فورين بوليسي".

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن دعم (إسرائيل) للفصائل المستهدفة بالبرنامج السري تضمن تزويدها ببنادق هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات هاون ومركبات، إضافة إلى تمويلها لتمكينها من شراء أسلحة من السوق السوداء داخل سوريا، أو عبر تخصيص "رواتب" شهرية لمقاتليها، بلغت 75 دولارا لكل منهم.

وذكرت "فورين بوليسي" أن المعلومات الواردة إليها تستند إلى إفادة أكثر من 24 مصدرا، قالت إنهم ينتمون جميعا إلى تلك الفصائل التي تلقت الدعم الإسرائيلي.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن تنفيذ البرنامج السري تم عبر 3 بوابات تربط بين مرتفعات الجولان، التي تحتلها (إسرائيل)، وبين سوريا، وهي نفس المعابر التي استخدمتها دولة الاحتلال لتمرير مساعدات إلى سكان الجنوب السوري الذين عانوا من سنوات الحرب.

وإزاء ذلك، توقع الحاصلون على الدعم الإسرائيلي إمكانية تدخل جيش الاحتلال لدعمهم عسكريا إذا حاولت القوات الموالية لرئيس النظام السوري "بشار الأسد" التقدم في جنوب سوريا، لكن ذلك لم يحدث، بحسب المصادر.

وتوقف دعم البرنامج السري في يوليو/تموز الماضي، تزامنا مع قيام قوات النظام، المدعومة بالقوة الجوية الروسية، بقصف مواقع لفصائل المعارضة المسلحة، دون تدخل من جانب (إسرائيل)، ما ترك شعورا لدى قيادات هذه الفصائل بـ"الخيانة"، وفقا للمجلة الأمريكية.

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن (إسرائيل) حرصت على بقاء برنامجها لتسليح وتمويل فصائل معارضة بالجنوب السوري طي الكتمان، لكن ما جرى خلال الأشهر الماضية، من تقدم لقوات "الأسد" وانحسار قوة المعارضة، دفع المصادر للكشف عن تفاصيله "شريطة عدم ذكر أسمائهم أو أسماء فصائلهم".

ولم يتسن لـ"الخليج الجديد" التأكد من الرواية الواردة بالمجلة الأمريكية من مصدر موثوق، بينما نوهت "فورين بوليسي" إلى أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن رفضت التعليق على ما ورد بتقريرها.

وكانت (إسرائيل) قد رحبت باستعادة القوات التابعة لنظام "الأسد" في سوريا، السيطرة على الحدود مع هضبة الجولان المحتلة، إذ أشاد وزير الجيش "أفيغدور ليبرمان"، بهذه الخطوة، قائلا: "سوريا تعود إلى حكم الأسد".

وأضاف "ليبرمان"، في الثاني من أغسطس/آب الماضي، أن "(إسرائيل) ترى أن سوريا تعود إلى وضع ما قبل الحرب الأهلية، حيث الحكم المركزي تحت إدارة الأسد"، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".

وعن التقدم الذي حققته قوات النظام أخيرا، رأى وزير الجيش الإسرائيلي أن "الجبهة السورية ستكون أهدأ بعودة حكم الأسد"، في إشارة إلى الحدود التي تفصل البلدين.

وأشار "ليبرمان" إلى أن التطورات الأخيرة بالجنوب السوري تخفف من قلق (إسرائيل) بشأن احتمال تصاعد الوضع في الجولان مستقبلا.

وبحسب المجلة، فإن كمية الأسلحة والأموال التي نقلتها (إسرائيل) إلى الجماعات -التي تضم آلاف المقاتلين- صغيرة مقارنة بالمبالغ التي قدمتها دول أخرى مشاركة في الحرب التي مضى عليها 7 سنوات.

وأرجع التقرير أهمية هذه المساعدة لعدة أسباب، من بينها أنها تشير إلى أن (إسرائيل) تحاول منع إيران من ترسيخ وضعها في سوريا، إلى جانب الضربات الجوية على المعسكرات الإيرانية والضغط السياسي الذي سعت (إسرائيل) إلى تحقيقه من خلال روسيا، القوة المهيمنة في سوريا.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل سوريا إيران الجولان