5 أسباب تقود "ترامب" للجنون من مقال "نيويورك تايمز" المجهول

الجمعة 7 سبتمبر 2018 08:09 ص

"لا يمكنني أن أتخيل شيئا مخططا بدقة لإصابة (ترامب) بالجنون أكثر من هذه الافتتاحية"..

هكذا وصف معلق قناة MSNBC الأمريكية "كريس هايز" المقال الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، الخميس، دون توقيع، تحت عنوان: "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب".

فالمقال، الذي نسبته الصحيفة الأمريكية لمسؤول كبير بإدارة "ترامب" يؤكد أن "كثيرا من كبار المسؤولين في الحكومة يعملون بجد من الداخل لإحباط أجزاء من رغبات الرئيس"، بهدف حماية الولايات المتحدة من "شطحاته".

وأثار المقال حالة غضب عارمة لدى "ترامب"، الذي وصف كاتبه المجهول بأنه "جبان"، مشيرا إلى أن نشر هكذا مقال ينطوي على "خيانة"، بحد تعبيره في منشور لم يتضمن سوى هذه الكلمة عبر "تويتر".

فلماذا أثار المقال غضب "ترامب" إلى حد الجنون، كما يقول ""هايز"؟  يحدد محلل CNN  "كريس سيليزا" 5 أسباب لذلك نشرها، مساء الخميس، عبر موقع الشبكة الأمريكية الإلكتروني.

وسيلة النشر

 

يمثل نشر المقال في "نيويورك تايمز" أول هذه الأسباب، فهي صحيفة مسقط رأس الرئيس الأمريكي التي يكرهها أكثر من أي وسيلة إعلام أخرى في العالم، بحسب "سيليزا" الذي علق على ذلك قائلا: "إذا كنت تريد التأكد من حصولك على اهتمام (ترامب)، فقط عليك نشر شيء في صحيفة (نيويورك تايمز).. سوف يراه، وربما بسرعة".

هوية الكاتب

 

هوية وحيثية كاتب المقال "المجهول" هي ثاني أسباب غضب "ترامب" العارم، بحسب محلل  CNN، فهو مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، حسبما أوردت "نيويورك تايمز"، وكشف في منشوره عن وجود "تيار مقاوم" لسياسات "ترامب" بالبيت الأبيض، لكنه آثر عدم التوقيع باسمه للحفاظ على وظيفته وتجنب القمع الذي سيقع عليه حال التصريح باسمه.

لكن اعتماد وسائل الإعلام على "مصدر مجهول" طالما كان موضع إدانة من جانب الرئيس الأمريكي في مواقفه السياسية وتصريحاته الإعلامية، ومن هنا جاءت صدمته مضاعفة من افتتاحية "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة "ترامب".

لذا وصف "ترامب" من يقدمون اقتباسات مجهولة في وسائل الإعلام  بأنهم "جبناء"، معلقا على نشر المقال عبر تويتر: "هل يوجد ما يسمى بالمسؤول الكبير في الإدارة بالفعل؟ أم أنها صحيفة "نيويورك تايمز" الفاشلة بمصدر زائف آخر؟ إذا كان الشخص المجهول موجود بالفعل، فيجب تسليمه إلى الحكومة فورا لأغراض الأمن القومي".

 

صورة الرئيس

 

وتمثل الصورة الذهنية التي يحب "ترامب" ترويجها لنفسه ثالث أسباب غضبه العارم من افتتاحية "نيويورك تايمز"، إذ طالما قدم نفسه باعتباره "المفترس الأول في غابة الحياة" دائما وأبدا.

 لكن المقال يقدم له صورة مغايرة باعتباره عاجز وجاهل وبائس، فـ "الاجتماعات معه تنحرف عن موضوعها، إذ ينخرط في تشويش متكرر وينتج عن اندفاعه قرارات غير مستنيرة وأحيانا متهورة" بحسب نص الافتتاحية.

 

حب السيطرة

 

ويمثل كون المقال مكتوبا من قبل شخص يعمل لدى "ترامب" السبب الرابع لردود أفعاله إزاء الافتتاحية، فالرجل  يؤمن بشدة بضرورة التزام جميع من يعملون لديه بالتسلسل القيادي، ولأنه على قمة هذا التسلسل، فليس عليهم سوى فعل ما يقوله لهم أو أن يتم فصلهم.

وبحسب "سيليزا" فإن هذا السبب هو ما يقف وراء نضال "ترامب" بشدة للتأقلم مع الرئاسة، فهو، على سبيل المثال، لا يفهم أن كون وزارة العدل جزءا من الحكومة الفيدرالية يعني أن المدعي العام لا يجب عليه أن يأخذ أوامره اليومية من الرئيس.

ومن هنا فإن كتابة افتتاحية كتلك التي نشرتها "نيويورك تايمز" من شخص لا يعمل فقط لدى "ترامب" بل يشغل منصبا رفيع المستوى داخل إدارته، يعني وصول الرئيس الأمريكي إلى حافة الجنون.

بارانويا المؤامرة

 

أما خامس أسباب غضب "ترامب" العارم فيتمثل في جذور السياسة الضاربة في أعماق الإيمان بنظرية المؤامرة، حسبما يرى محلل  CNN.

فمنذ ترويجه لفكرة مزيفة مفادها أن سلفه "باراك أوباما" لم يولد في الولايات المتحدة، مارس "ترامب" هواية معتادة في التعبير عن إيمانه بنظريات مؤامرة عديدة، ليس آخرها اعتقاده بأن والد "تيد كروز" شارك في اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق "جون كنيدي"، ولذا فهو مقتنع دائما بأن هناك من يتآمرون ضده.

وإزاء ذلك، لا تمثل افتتاحية "نيويورك تايمز" سوى تأييد اعتقاده بأن الجميع يستعدون لخلعه من منصبه، بحسب "سيليزا".

المصدر | CNN

  كلمات مفتاحية

ترامب البيت الأبيض نيويورك تايمز باراك أوباما