قرارات متهورة لـ"ترامب" أحبطها مسؤولون بالبيت الأبيض.. ما هي؟

الجمعة 7 سبتمبر 2018 12:09 م

"المقاومة كانت موجودة منذ الأيام الأولى لولايته".. بهذه الكلمات استعرض محلل شبكة "CNN الأمريكية "جيرمي دايموند" الكثير من القرارات المتهورة للرئيس "دونالد ترامب"، التي أحبطها مسؤولون ومستشارون في البيت الأبيض، حسب ما ورد في كتاب الصحفي الشهير "بوب ودوارد"، تحت عنوان: "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض".

وأوضح "دايموند"، الذي حصل على نسخة من الكتاب المقرر طرحه بالأسواق في 11 سبتمبر/أيلول الجاري عن دار نشر "سايمون أند شوستر"، أن المحتوى الوارد بالمقال الافتتاحي المثير للجدل على صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، هو ذاته الموثق بكتاب "ودوارد"، (مفجر فضيحة "ووتر جيت" التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي).

وأضاف أن "ودوارد" اعتمد في كتابه على شهادات مساعدين مقربين لـ"ترامب"، ومصادر وصفها بأنها "موثقة بعناية" لعديد اللقاءات ومذكرات الاجتماعات والملفات واليوميات الشخصية، مسلطا الضوء على عملية صنع القرار في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

لم يكن مقال "نيويورك تايمز"، حسب "دايموند"، سوى غيض من فيض في كتاب "ودوارد"، يؤكد وجود "مقاومة" من جانب مسؤولين حكوميين للعمل على التخفيف من تصرفات "ترامب"، التي "تضر بمصلحة أمريكا" من وجهة نظرهم.

وتضمن الكتاب العديد من الأمثلة على مواقف جرت بين "ترامب" وموظفي إدارته تؤكد صحة ما ورد بمقال "نيويورك تايمز" مجهول الكاتب.

إجلاء العسكريين الأمريكيين من كوريا الجنوبية

ومن بين هذه الأمثلة ما جرى قبل أسابيع قليلة من الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية، التي كانت بمثابة انفتاح دبلوماسي هام مع بيونج يانج؛ حيث أمر "ترامب" كبار مسؤولي الأمن الوطني بالتحضير لإجلاء عائلات جميع العسكريين الأمريكيين الذين يعيشون في كوريا الجنوبية، حسبما أفاد 4 مسؤولين في الإدارة الأمريكية لشبكة "CNN".

كان الأمر خطوة استفزازية من شأنها أن تصل بالتوتر مع كوريا الشمالية إلى حد الاقتراب من الحرب؛ لأن "بيونغ يانغ" قرأت هكذا تحرك باعتباره تحركا أمريكيا لتوجيه ضربة عسكرية ضدها.

وبينما وجه مستشار الأمن القومي الأمريكي، "هربرت رايموند ماكماستر"، موظفي مجلس الأمن القومي لإعداد مذكرة رئاسية بالإخلاء الذي طلبه "ترامب"، عمل وزير الدفاع، "جيمس ماتيس"، وكبير موظفي البيت الأبيض، "جون كيلي"، خلف الكواليس على وأد تنفيذه، وفقا لما أورده كتاب "ودوارد".

تنحية "موللر"

وفي يونيو/حزيران 2017، أمر "ترامب" مستشار البيت الأبيض، "دون ماكغان"، بإدارة عملية من شأنها إقالة المحقق الأمريكي الخاص في قضية التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة "روبرت مولر"، لكن الأخير رفض ذلك مهددا بالاستقالة.

واضطر "ترامب" في النهاية إلى ترك محاولاته للتأثير في مجرى القضية، وفقا لما نقلته شبكة "CNN" عن مصادرها.

انسحابات تجارية

في سبتمبر/أيلول 2017، كان خطاب إعلان انسحاب أمريكا من اتفاقية التجارة الحرة، التي تم إبرامها قبل 5 سنوات مع كوريا الجنوبية، جاهزا على مكتب "ترامب"، لكن تدخل مستشاره الاقتصادي في ذلك الوقت، "غاري كوين"، حال دون ذلك.

وحسب كتاب "ودوارد"، فإن "كوهن" سحب الرسالة من مكتب "ترامب"، وبمرور الوقت تراجع الأخير عن رغبته في إعلان الانسحاب.

اكتفى الرئيس الأمريكي بإعادة التفاوض حول الاتفاقية، واصفا ذلك فيما بعد بأنه "أحد أهم إنجازاته".

وفي سياق مشابه، قرر "ترامب"  في وقت لاحق من العام الماضي الإعداد للانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، حيث قام بتوجيه سكرتير مكتبه آنذاك "روب بورتر" لصياغة خطاب بإعلان بعزمه على إخراج الولايات المتحدة من الاتفاقية التجارية التي تجمع الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك، وفقا لما ذكره "وودوارد" في كتابه.

قام "بورتر" بصياغة الرسالة، لكنه استشار "كوهن" ومسؤولين آخرين حول كيفية منع ترامب من اتخاذ خطوة من شأنها التأثير سلبا على الاقتصاد العالمي والعلاقات بين الولايات المتحدة ودولتين المجاورتين، فما كان من الأخير سوى تكرار ما فعله في المرة الأولى.

قال "كوهن" لـ "بورتر": "أستطيع أن أوقف هذا.. سأخرج الصحيفة من مكتبه"، وفقا لمار أورده الكتاب.

وبمرور الوقت، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي مع المكسيك بشأن إعادة التفاوض حول (نافتا) وهي في خضم مفاوضات مماثلة مع كندا.

اغتيال "الأسد"

لا يتعلق الأمر دائما بالأفعال التي منع مسؤولون بالبيت الأبيض "ترامب" من اتخاذها؛ إذ سعى بعضهم أيضًا إلى التحرك من خلال إجراءات قد تكون على خلاف مع مواقف "ترامب" العامة، وفقا لما ذكره مقال "نيويورك تايمز".

وفي هذا السياق، ذكر "ودوارد" في كتابه الجديد أن "ترامب" دعا وزير الدفاع "جيم ماتيس" لاغتيار "بشار الأسد" بعد تنفيذ قوات الأخير هجمات بالأسلحة الكيميائية بسوريا، في أبريل/ نيسان 2017، قائلا: "دعونا نقتله (...) دعونا نقتل الكثير منهم".

لكن "ماتيس" قال لأحد مساعديه إنه "لن يفعل أيا من ذلك"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستشن ضربات عسكرية ضد عدة أهداف للنظام السوري، لكنها لن تتخذ أي إجراء بشأن اغتيال "الأسد"، وهو ما حدث بالفعل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب ودوارد ووتر جيت جون كيلي البيت الأبيض ريتشارد نيكسون