راهب مصري ينشق بديره عن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية

السبت 8 سبتمبر 2018 06:09 ص

أعلن الراهب المصري المطرود من الدير، "يعقوب المقاري"، انفصاله بديره (الأنبا كاراس السائح) عن الكنيسة الأرثوذكسية، واستقلاله بالدير عن قيادة بطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية، "تواضروس الثاني".

جاء ذلك الإعلان بعد أقل من أسبوعين على إعلان لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس، تجريد "يعقوب المقاري"، وإعادته إلى اسمه العلماني، "شنودة وهبة عطا"، بعد تأسيسه لدير الأنبا كاراس بوادي النطرون، بدون موافقة الكنيسة، وعدم استجابته لنصح الكنيسة، محذرة من التعامل معه أو مع ديره.

وقال "يعقوب" إن دير الأنبا كاراس أصبح منفصلًا في الوقت الراهن عن القيادة الحالية للكنيسة، وسيتم الإعلان عن هذا الأمر وتفاصيل أخرى خلال مؤتمر صحفي قريبًا، بحسب ما نشرته صحيفة "الدستور" المصرية.

ونشر الراهب لنفسه صورا حديثة من داخل دير الأنبا كاراس، ظهر خلالها بلباس يشبه زي البطريرك، وحوله عددا من الرهبان الذين قام برسامتهم، بالإضافة إلى طالبي رهبنة جدد.

وقال "يعقوب" إنّ "رهبان الدير أعلنوا انفصالهم عن بطريرك الأقباط الأرثوذكس، البابا تواضروس الثاني، إلى حين عزله أو تعيين بطريرك جديد"، متهماً الأخير بالخروج على قوانين الآباء، ما يستدعي عزله، وتشكيل لجنة من أساقفة الكنيسة في مصر لإدارة شؤونها.

وينظر مختصون في الشأن الكنسي المصري إلى بيان "يعقوب" باعتباره تصعيدا لم تشهده الكنيسة المصرية منذ سنوات طويلة ظلت خلالها موحدة.

ومن المتوقع أن يسعى الراهب المشلوح (يعقوب) إلى الانضمام إلى مجمع أرثوذكسي آخر يعترف به أسقفا لديره الذي استقل به، أو تأسيس مجمع مقدس مصغر مواز للكنيسة المصرية.

وبحسب الاتهامات الكنسية، فإن "يعقوب" حصل على قطعة أرض من سيدة قبطية مسافرة إلى الخارج كتبرع للدير، وجمع تبرعات بقيمة 33 مليون جنيه (1.8 مليون دولار) من المسيحيين المترددين على دير الأنبا مقاريوس الكبير في صحراء وادي النطرون، وبنى عليها الدير دون أن يسجل ذلك كله باسم الكنيسة أو البطريرك الذي يعد راعيا لأملاكها، ورفض جميع محاولات الكنيسة لإخضاع الدير مشترطا ترسيمه أسقفا له.

وعيّن بابا الأقباط الراحل، "شنودة الثالث"، الراهب المقاري، ضمن دفعة رهبان رُسمت بدير الأنبا أبو مقار عام 2010، وتزايد الاهتمام بتلك الدفعة بشكل غير مسبوق بعد أن اتهمت راهبين آخرين من بينها (إشعياء المقاري، وفلتاؤس المقاري)، بالتورط في واقعة قتل رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون، الأنبا "إبيفانوس".

وعثر الرهبان على جثة "إبيفانيوس" أمام قلايته (سكن الراهب) داخل الدير، نهاية يوليو/تموز الماضي، وتبين تعرّضه لاعتداء على الرأس بآلة حادة، وهو ما كشفت عن تفاصيله التحقيقات لاحقا.

وأثارت تلك الحوادث مطالبات في أوساط المسيحيين المصريين بإصلاح أحوال الرهبنة، وإعادتها إلى سيرتها الأولى من الانقطاع والموت عن العالم وتربية الزهد في النفوس، مشيرين إلى أن الرهبان باتوا يعيشون في بذخ واضح، وهو ما أثار الأطماع وزاد الخلافات بينهم.

وتنامت الصراعات بين مدرستين (الإصلاحية والأمة القبطية) في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يعد "يعقوب" الراهب الثالث من تلاميذ البطريرك الراحل "شنودة الثالث" (الأمة القبطية) الذي يجري طرده من الكنيسة منذ مقتل "إبيفانيوس" الذي يعد من أبرز تلاميذ الراهب الراحل "متى المسكين" (الإصلاحي).

 

 

  كلمات مفتاحية

يعقوب المقاري الكنيسة المصرية الأرثوذكس الأنبا كاراس السائح