من محبسه.. المتحدث باسم "إخوان" مصر يطالب باستكمال الثورة

السبت 8 سبتمبر 2018 01:09 ص

طالب المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، "أحمد عارف"، باستكمال الثورة، مشددا على أنه لن يقبل الظلم، لأن مواجهة الظلم ومقاومة الاستبداد جزء أصيل من حركة الحياة.

واعتبر "عارف"، في مقاله الذي كتبه من قفص المحاكمة قبل دقائق من الحكم عليه بالإعدام في قضية "فض اعتصام رابعة"، أن حكم المحكمة باطل أيا كان، فالبراءة والإعدام كلاهما باطل ولا محل لهما عند العقلاء من الإعراب، وذلك تأسيسا على وصفه ما حدث في 3 يوليو/تموز 2013 بـ"الانقلاب" و"الخيانة".

وقضت محكمة مصرية، السبت، بحكم أولي بإعدام 75 متهمًا في قضية "فض اعتصام رابعة" لأنصار الرئيس الأسبق "محمد مرسي"، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد، الذي أطاح به قائد الجيش آنذاك "عبدالفتاح السيسي"، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد في وقت لاحق.

وكانت المحكمة قد أحالت في 28 يوليو/ تموز الماضي أوراق المتهمين إلى المفتي للحصول على رأيه الشرعي في إعدامهم، وهي الخطوة التي تعد تمهيدا للحكم بالإعدام.

وحددت المحكمة جلسة، السبت، للنطق بالحكم على جميع المتهمين في القضية وعددهم 739 (300 محبوسون و439 غيابيًا).

ويعد هذا الحكم أوليا يمكن الطعن عليه، لكنه في الوقت نفسه يترتب عليه التضييق على المعتقلين إلى حين قبول النقض (بعد فترة تزيد على عام غالبا) وإلغاء الأحكام وإعادة المحاكمة، ما يسفر عن معاناة نفسية شديدة للمعتقلين وأسرهم.

وفيما يلي نص مقاله كما نقلته مواقع إخبارية متعددة:

أكتب داخل قفص المحاكمة في قضية "فض رابعة"، وذلك قبل دقائق من إسدال الستار وإصدار ما يسمى بالأحكام، فالبراءة والإعدام كلاهما باطل ولا محل لهما عند العقلاء من الإعراب، فالقصة معروفة.. بدأت بالخيانة والبطلان في 3 يوليو/تموز 2013 حتى وصلنا الآن إلى أقصى درجات الفشل ومراحل الهذيان، ويظل أنصع ما في المشهد المصري هو هذه الدماء التي سالت من الآلاف منذ 25 يناير مرورا بميدان رابعة وحتى الآن، وكأن لسان حالها يقول "أتموا الثورة لله".

إن حياة الأمم وبقاء الشعوب هو المنعة والمقاومة.. لا في دفقة واحدة بل بدفقات، ولا في محاولة وحيدة بل سيل من المحاولات، وانظروا معي كيف استشف داهية من دواهي العرب هذا الأمر وماذا قال عن سر البقاء؟! فقد قال أحد الصحابة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.

إن مواجهة الظلم ومقاومة الاستبداد جزء أصيل من حركة الحياة، فالله خلق الكون على مبدأ الزوجية (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذاريات (49)، فلا يزال الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، ما بقيت السماء والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وكلما خرجت الزفرات من صدور الفاسدين، ترددت الأنفاس بين ضلوع المجاهدين.

وأنادي كل مصري حر أبي مهيب الجناح.. نداء القريب لا البعيد، فأقول: اخلع عنك ثياب المظلوم!، فهذه هي البداية.. أن تعيش بثوب الغالب لا المغلوب.. أن تنطلق كصخر جلمود لا أن تنحني بظهر مجلود.. أن تبسط كفك عاليا، فالعليا خير من السفلى. أن تسري الروح في الجسد حاملة الفأل الصالح لا أن تتعزى بعين الفاجر والمستبد والطالح.. هذا قليل من كثير تجلى بعد 25 يناير، فلماذا نعود إلى الوراء؟!.. "أتموا الثورة لله".

لا.. لا لن أقبل أبدا بولاية ظالم.. (لا تقولوا للمنافق سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم) "حديث حسن"، فندائي.. أن نستمر.. أن نبقى.. أن نواصل.. على ما بدأناه وسرنا فيه وخضنا من أجله كل هذه المسيرة للوصول إلى حكم رشيد، قال الشافعي: (إني رأيت وقوف الماء يفسده.. إن سال طال وإن لم يسل لم يطب).

أعلم أن ما قدم من تضحيات هو كثير، واعلم أن كثيرا ممن فشلوا لم يدركوا كم كان النجاح قريبا منهم عندما استسلموا!!.. "أتموا الثورة لله".

هذه بضع كلمات سطرتها وعهدي إليكم بأنني من أجل مرضاة ربي، فلن أهدأ أبدا.. وللخائن نهاية سوء.. لله در القائل (ومن يتحرش بالردى يكرع الردى.. زعافا ومن يستنبث النار يحرق) والسلام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أحمد عارف ثورة 25 يناير الإخوان المسلمين رابعة