الجزائر تعلن تبرؤ حكومة الوفاق الليبية من تصريحات "حفتر"

الاثنين 10 سبتمبر 2018 09:09 ص

أعلنت الجزائر رسميا، تبرؤ حكومة الوفاق الليبية من تصريحات أطلقها القائد العسكري الليبي "خليفة حفتر" ، هدد فيها بـ"نقل الحرب الليبية إلى الجزائر في لحظات".

وأورد التليفزيون الجزائري الرسمي، أن وزير الخارجية بحكومة الوفاق الليبي، "محمد الطاهر سيالة"، اتصل هاتفيا بنظيره الجزائري "عبدالقادر مساهل"، وتبرأ من تصريحات "حفتر" التي وصفها بغير المسؤولة.

وأكد وزير الخارجية الليبي على تمسك الحكومة الليبية بمواصلة العمل على تقوية العلاقات التاريخية والقوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، مشيدا بدور الجزائر ومساهمتها الرزينة في إطار المسار الأممي لحل الأزمة الليبية.

وفى المقابل ، وبحسب التليفزيون الجزائري، طمأن وزير الشؤون الخارجية "عبدالقادر مساهل" نظيره الليبي، بـ"أنه ليس بإمكان أي تصريح كان ومن أي نوع المساس بالعلاقات القوية والأخوية بين البلدين".

وأضاف "أن الجزائر تواصل جهودها لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها" .

 

 

وكان "حفتر" قد أعلن أن الجزائر "تستغل الأوضاع الأمنية في ليبيا" وأن "جنودا جزائريين تجاوزوا الحدود الليبية"، مضيفا أن السلطات الجزائرية "اعتذرت عن "التصرف الفردي" لبعض جنودها، متوعدة "بإنهاء الأزمة بسرعة".

ويرى مراقبون أن الحكومة الجزائرية استهدفت من خلال نشرها للاعتذار الليبي الرسمي بالطريقة السابقة ، إلى تصغير "حفتر"، ووضعه في حجمه كـ"أمير حرب" و"زعيم ميليشيا" في منطقة في شرق ليبيا التي تبعد آلاف الكيلومترات غرباً عن الحدود مع الجزائر .

كما استهدفت أيضا التهكم على زعم الجنرال المتقاعد بقدرته على نقل الحرب إلى الجزائر، التي لا وجود لقوات تابعة له على حدودها.

 

 

دوافع الهجوم

وأشار المحلل السياسي "سليم حمادي" في تصريحات لـ"القدس العربي" إلى أن تصريحات "حفتر" جاءت في أعقاب تصريحات المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى ليبيا، والتي قال فيها إن هناك تطابق نظر بين الفرقاء السياسيين، وتحديد مناطق النفوذ في طرابلس، والتحضير للانتخابات المقبلة.

وذكر أن المبعوث الأممي الجديد، قال إن حكومة "السراج" استطاعت أن تحصل على قبول من أغلبية الليبيين، وهذا وفقا لـ"حمادي" لا يخدم "حفتر"، لأنه كلما تقدمت حكومة الوفاق الوطني، تقصلت طموحات ونفوذ "حفتر"، الذي يريد الانفراد بالجيش واستغلاله.

ورأي "حمادي" أن من بين الأسباب أيضا وراء إطلاق "حفتر" لتصريحاته الأخيرة، هي تطابق وجهات النظر بين الجزائر وإيطاليا التي تتهم فرنسا بالوقوف وراء انهيار الدولة الليبية.

وعد "حمادي" أحداث طرابلس الأخيرة، من بين الأسباب التي دفعت "حفتر" لمهاجمة الجزائر، قائلا  إن الأحداث  جاءت كمحاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية.

وأكد أن الميليشيات تتحرك بدعم من جهات أجنبية و إقليمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسعودية ومصر والإمارات.

وذكر أن الولايات المتحدة لديها طموح في إقامة طوق أمني في منطقة الساحل، وتبحث عن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فوق التراب الليبي، وهو ما يمثل تهديدا للأمن القومي للجزائر.

 وشدد على أن "حفتر" ورغم كرهه للجزائر لم يكن ليدلي بتلك التصريحات لولا أن يكون قد تلقى إيعازا من بعض الجهات، والتي لا يمكن إلا أن تكون إماراتية وفرنسية ومصرية بدرجة أقل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حفتر ليبيا قوات جزائرية عمل فردي رد تلفيزيون حكومي حكومة الوفاق