قالت صحيفة "ديلي بيست"، الثلاثاء، إن العملية العسكرية التي يعتزم نظام "بشار الأسد" شنها على منطقة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، "في حكم المؤجل"؛ بسبب عدم امتلاكه العدد الكافي من الجنود، الذين ستساندهم غارات جوية روسية.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر بالمعارضة السورية المسلحة إن قدرة النظام السوري على القيام بهجوم مرتبطة بحلفائه الإيرانيين ووكلائهم من تنظيم "حزب الله"، مشيرا إلى أنهم "مترددون في الدخول بمعركة طويلة"، حسب المصادر.

 وأضافت المصادر أن نظام "الأسد" لديه نحو 25 ألف جندي حول إدلب؛ منهم 5 آلاف من قوات الدعم، الذين تم تجنيدهم مؤخرا، ولا تزال موثوقية أدائهم بالمعارك محل اختبار.

ولفتت "ديلي بيست" إلى أن هذا العدد سيواجه حوالي 100 ألف مقاتل ينتمون إلى فصائل المعارضة المسلحة ممن أجبروا على ترك مناطقهم، ولا مكان لديهم للهروب إليه.

وإزاء ذلك تمثل قوات إيران و"حزب الله" دورا مهما في الهجوم، كما سبق أن فعلت في معركة حلب والغوطة الشرقية عندما انهار جيش النظام بسبب هروب الجنود منه، إلا أن المؤشرات لا تشي باستعدادات يجريها أي منهما لمعركة وشيكة.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية عن القيادي بالجيش السوري الحر، "فاتح حسون": "يمكننا القول أنه تم تأجيل معركة إدلب (...) تحتاج روسيا لشريك على الأرض كي ينسق مع طائراتها".

 واعتبرت الصحيفة أنه في ظل عدم اهتمام إيران بمعركة إدلب، فإن المصدر الوحيد للمقاتلين هم الأكراد الذين يتعاونون مع الولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" شرقي سوريا.

ويرى محلل شؤون الشرق الأوسط، "كولامب ستراك"، أن الهجوم على إدلب سيكون بطيئا حال حدوثه لذات السبب، قائلا: "سيكون خطوة بعد خطوة عبر السيطرة على قرية ثم التوقف، مع القصف العشوائي الذي يجبر السكان على الفرار أو إجبار المعارضين على الاستسلام".

 ومن المحتمل أن تكون إدلب الفصل الأخير في الحرب السورية التي بدأت عام 2011، وسقط فيها الملايين بين قتيل وجريح؛ إذ تمثل المنطقة آخر معاقل المعارضة المسلحة.

وتمثل إدلب مأوى لحوالي 3.3 ملايين شخص؛ نصفهم من النازحين الذين شردهم النظام، والذين يعتمدون، في غالبيتهم، على المساعدات الإنسانية، إضافة إلى 100 ألف مقاتل.