"نداء تونس" يعتزم الرجوع لصفوف المعارضة.. واتجاه لطرد "الشاهد"

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 07:09 ص

يتجه حزب "نداء تونس" الذي يتزعمه الرئيس "الباجي قائد السبسي"، إلى صفوف المعارضة، بعد عاصفة الاستقالات التي ضربته في الآونة الأخيرة، والتحاق عدد من نوابه بكتلة "الائتلاف الوطني" حديثة التأسيس، وسط أنباء عن توجه لطرد رئيس الحكومة "يوسف الشاهد" من الحزب.

وأعلن 9 نواب من حزب "نداء تونس"، الاستقالة من الكتلة البرلمانية للحزب والالتحاق بكتلة "الائتلاف الوطني"؛ ما جعل عدد أعضاء الكتلة البرلمانية لـ"نداء تونس" يتراجع إلى 47، ويرتفع بالمقابل عدد أعضاء كتلة "الائتلاف الوطني" إلى 42 ليشكل مع حركة "النهضة التونسية" (68 عضوا) أغلبية في البرلمان.‎

ونقلت إذاعة "موزاييك" المحلية، عن القيادي في الحزب "خالد شوكات" قوله إن حزبه يفضّل أن يكون في المعارضة، على أن يتحمّل تبعات حكومة "لا تحترم قواعد الديمقراطية وأعرافها، ولا تحترم برنامج الحزب الأساسي الذي ساهم في تشكيلها"، حسب قوله.

وأضاف: "سنعتذر من شعبنا ونصارحه بالحقيقة، ونعود إلى قواعدنا لنستعد للاستحقاقات المقبلة الداخلية والخارجية على السواء".

ومن المنتظر أن تنظر الهيئة السياسية لحزب "السبسي" في الاستقالات الأخيرة، خاصة أنه من بين النواب المستقيلين رجال أعمال بارزين من الممولين الرئيسيين للحزب، على غرار "زهرة إدريس" و"المنصف السلامي".

وتابع "شوكات": "على من يتوارى عن الظهور إلى العلن ويتحمل مسؤولية الحكم، وعلى من خرج من النداء لأنه لامنا على التوافق مع النهضة طيلة السنوات الماضية، أن يكشف عن وجهه الحقيقي وأن تكون لديه الشجاعة في توقيع شراكة أقل ندّيّة وأكثر تبعيّة مع الإسلاميين".

واعتبر أن خروج "نداء تونس" إلى المعارضة سيسقط الكثير مما وصفها بـ"الأقنعة"، وسيكشف "إلى أي حدّ قاومنا حتّى نحافظ على التوازن السياسي، وسيعرف الرأي العام الفرق بين الشريك القوي والأجير الذي يسدي الخدمات بأقل من الأجر الأدنى".

وأردف قائلًا: "سيعرف الشعب حقيقة هؤلاء الذين طالما صدَّعوا رؤوسنا بأحاديث عن النمط الحداثي المهدد، واستعدادهم اللامشروط ليكونوا مجرّد موظفين عند أصحاب السلطة الحقيقيين"، في إشارة إلى حركة "النهضة" الإسلامية.

وأضاف أنّ السياسة في ظل الديمقراطية هي أن تقبل بقواعد اللعبة؛ فمرّة في الحكم، وأخرى في المعارضة.

يأتي ذلك في وقت كشف المتحدث باسم الحزب، "منجي الحرباوي"، في تصريحات صحفية، أن "الهيئة السياسية للحزب ستنظر في إمكانية طرد الشاهد من الحزب أو تجميد نشاطه".

وسبق أن اتهم حزب "نداء تونس"، في بيان، رئيس الحكومة "يوسف الشاهد"، بـ"الانشغال بالمناورات السياسية، وشق وحدة الأحزاب والكتل البرلمانية، بدلًا من التركيز على مشاكل البلاد".

وحسب بيان الحزب، فإن "الشاهد استقبل مجموعة من نواب كتلة نداء تونس في مقرات الدولة بقصر الضيافة في قرطاج، ليطلب منهم الاستقالة من الكتلة والالتحاق بكتلة الائتلاف الوطني". لكن النواب المستقيلين نفوا التعرض لضغوط من "الشاهد".

ويعيش حزب "نداء تونس" أزمة داخلية انفجرت بسبب خلاف حاد بين مديره التنفيذي "حافظ السبسي"، ورئيس الحكومة "يوسف الشاهد"، ووصل الخلاف حد التراشق بالتصريحات وتبادل التهم.

ومنذ مارس/آذار الماضي، يواجه "الشاهد" ضغوطا بالاستقالة من قبل حزبه "نداء تونس"، ومنظمات اجتماعية بارزة على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد)، لكنه تمكن من الحفاظ على منصبه إلى الآن بفضل دعم "النهضة" ونواب مستقلين له.

وحسب مراقبين، يُعتبر طرد أو تجميد "الشاهد" من الحزب، مقدمة للشروع في بناء تنظيم سياسي جديد لرئيس الحكومة والمؤيدين له (خاصة كتلة الائتلاف الوطني)، يخوض به الانتخابات النيابية والرئاسية العام المقبل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

نداء تونس يوسف الشاهد حركة النهضة