الجيش الإسرائيلي تعمد قتل الجندي "غولدن" لمنع أسره بغزة

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 03:09 ص

كشف ضابط إسرائيلي، أشرف على مجزرة رفح خلال حرب غزة الأخيرة (2014)، أن جنوده نفذوا إجراء عسكريا يقضي بتدمير المنطقة التي يوجد بها الجندي "هدار غولدن" لإحباط أسره من قبل مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإن أدى ذلك إلى مقتله مع خاطفيه.

وأوضح "غاي باسون"، وهو أحد قادة لواء "جفعاتي" في الجيش الإسرائيلي، أن الإجراء يسميه ضباط جيش الاحتلال "هانيبال" بشكل غير رسمي، ويقوم على التعامل مع حالات يتم فيها خطف جنود، عبر تدمير المنطقة التي يوجد بها الجندي والخاطفون على السواء، وفقا لما نقلته صحيفة "ميكور ريشون" العبرية، وترجمه "عربي 21".

وتمثل معلومات "باسون" حول المجزرة الرواية التفصيلية الأولى للحادث الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم "الجمعة السوداء" نظرا لمقتل عشرات المدنيين فيه.

وأضاف: "العملية بدأت فور اختطاف الضابط هدار غولدن بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حينها أطلقت قوات جفعاتي النار بكثافة لإحباط عملية الاختطاف التي قام بها مقاتلو حماس".

وتابع الضابط الإسرائيلي، البالغ من العمر 33 عاما: "مررنا بأحداث لعلها الأسوأ في ما عرفت خلال سنوات خدمتي العسكرية، بعدما تبين لي أن أحد جنودنا تم اختطافه، وصلت لنقطة حاسمة بأن خيرة جنودي في هذه اللحظات باتوا ممددين قتلى على أرض المعركة، حينها كان السؤال الفوري في كيفية التعامل مع حادثة الاختطاف التي قد تسفر عن نتائج استراتيجية كاملة على دولة إسرائيل، وكيف يمكن بالسرعة القصوى أن نضع يدنا على الخاطفين".

وأشار إلى أن المعركة مع مقاتلي حماس "تمت في أوضاع مزدحمة ومنطقة سكنية دون إصدار التحذيرات لسكانها كي يقوموا بإخلائها"، مضيفا: "كنا بصدد تحقيق هدف واضح محدد، ولذلك فإن أي نقاش حول ما إذا كان بالإمكان أن ننتظر بعض الوقت، وماذا سيقول العالم عنا، وماذا سيحدث، وهل سيتم فتح تحقيق.. هذه أسئلة ما ينبغي لها أن تسأل".

وزعم "بانسون" أن نتيجة ما جرى في رفح يمثل نجاحا لجيش الاحتلال لأنه "هدار وخاطفيه لم يبقوا على قيد الحياة"، لافتا إلى أن ذلك يمثل مصيرا أفضل مما جرى في حالة "جلعاد شاليط"، في إشارة الى الجندي الذي اختطفته حماس لمدة 5 سنوات قبل الإفراج عنه في عملية تبادل أسرى عام 2011.

وشرح المشرف على مجزرة تفاصيل أول أيام الهجوم الذي استمر 72 ساعة، قائلا: "في ذلك اليوم (الأول من أغسطس 2014) كنا في رفح للتعامل مع أحد الأنفاق الهجومية داخل حدود إسرائيل، وحين قمنا باحتلال بعض المنازل تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكن اتصالا أتاني من أحد الجنود يبلغني بوجود حركة مريبة عبر أحد الأنفاق، وطلب إذناً لإطلاق النار تجاهها، ليتبين من التحقيقات أنها أحد مواقع حماس، كان فيه ستة مقاتلين موزعين على خليتين".

وأردف "بانسون": "هدار غولدن كان مع جندي آخر بصحبة رفيقهما الثالث، وفجأة أطلقت عليهم النيران من خلال أحد كمائن حماس، لكنهم قتلوا أحد المسلحين، فيما أصيب كلاهما، ما زلت أذكر ذلك جيدا حين توقفنا فجأة عن الاستماع من جهاز الإرسال لصوت الجندي الذي حدثنا قبل قليل، وبدأنا نشعر أن شيئاً ما قد حصل له، وحينها قررنا البدء بتنفيذ إجراء هانيبال لاستعادة الأسرى".

وتابع: "ذهبت لمكان الاشتباك، فرأيت اثنين من الجنود قتلى على الأرض، وفورا أدركت أن أمامنا مهمة أساسية وهي استعادة غولدن الذي كان ثالثهم في ذات المكان، حيث كانت التقديرات الأولية أنه تم اختطافه حياً، ولذلك شرعنا في عملية واسعة للوصول لطرف خيط يوصلنا إلى مكان اختطافه".

وأكد الضابط الإسرائيلي أن جميع وحدات جيش الاحتلال شاركت في "هانيبال"، سواء المدفعية أو الطيران أو المشاة، وتوصلت إلى خلاصة مفادها أن "غولدن" لم يعد بين الأحياء، عقب ما عثرت عليه من دلائل على الأرض، منها أنسجة ودماء وزي عسكري، غير أن أنها لم تعثر على "الجثة".

وتطالب (إسرائيل) باستعادة الجندي "غولدن" و3 إسرائيليين آخرين بينهم جندي آخر، ولكن حركة حماس ترفض الكشف عن مصيرهم إلا بعد إفراج (إسرائيل) عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وحول تبرئة جيش الاحتلال له ولزملائه من تبعات مجزرة رفح، رغم إدانة المنظمات الحقوقية، قال: "منذ انتهاء حرب غزة بدأ المدعي العام العسكري بفحص سلوك الجنود، والتأكد أنهم لم يتجاوزوا التعليمات المتعارف عليها في مثل هذه الحالات الحرجة، بعد أن أسفرت عن مقتل العديد من الفلسطينيين (...) أنا مسرور لأن التحقيق انتهى".

  كلمات مفتاحية

إسرائيل رفح مجزرة هدار غولدن غاي باسون هانيبال حماس غزة