اشترط الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، لتحسين علاقات بلاده مع أرمينيا حل مشكلة إقليم "قره باغ" الأذربيجاني الذي تسيطر عليه أرمينيا، مشددا على أن حل مشكلة الإقليم شرط لا تنازل عنه.

جاء ذلك خلال كلمته السبت، في مراسم الذكرى المئوية لتأسيس جيش القوقاز الإسلامي وتحرير باكو.

واعتبر "أردوغان" أنه "من العبث أن ينتظر منّا فتح حدودنا من يحتلون 20% من أراضي شقيقتنا (أذربيجان) ويمنعون أكثر من مليون من أشقائنا من العودة إلى ديارهم".

والعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وأرمينية مقطوعة، والحدود مغلقة، وذلك بسبب اتهامات الأرمن لتركيا بإقامة مذابح للأرمن في العهد العثماني عام 1915، بينما تنفي أنقرة ذلك بشدة.

وبينما رأى كثيرون أن العلاقات بين البلدين تتحسن، فإن دعم أنقرة لأذربيجان في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم "قرة باغ" يقف حجر عثرة.

وتأتي تصريحات "أردوغان" بعد ساعات من توتر عسكري بين كل من أذربيجان وأرمينيا، حيث قصفت القوات الأرمينية منذ مساء الجمعة وحتى صباح السبت، مناطق بمحافظات ترتر وأغدام وتوفوز في أذربيجان بأسلحة مختلفة بينها المدفعية.

وقال بيان لوزارة الدفاع الأذرية إن الهجوم استهدف مناطق سكنية وأدى إلى وقوع خسائر مادية، ولم يسفر عن ضحايا بشرية.

وأكد البيان أن الجيش الأذري رد بالمثل على القصف، محملا أرمينيا المسؤولية الكاملة عن الخسائر المادية والبشرية التي تقع في الجانب الأرميني.

ومنذ عام 1992، تحتل أرمينيا نحو 20% من الأراضي الأذرية التي تضم إقليم "قره باغ" (5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي"، وتسبب ذلك في تهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم.

ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما.