قال مصدر عسكري إسرائيلي بارز إن نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" هدد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بإغلاق معبر رفح (المتنفس الرئيسي لقطاع غزة) إذا ما شنت الحركة هجوما على (إسرائيل).

ونقل المسؤولون المصريون التهديدات والتحذيرات إلى حركة "حماس" عبر "موسى أبو مرزوق"، وهو مسؤول رفيع في الحركة معروف بعلاقاته الجيدة مع المخابرات المصرية، بحسب ما كشفه موقع "المونيتور" الإسرائيلي.

ومعبر رفح هو الممر الوحيد من غزة المحاصرة إلى مصر، وأعادت مصر فتحه أمام حركة العبور المنتظمة في منتصف مايو/أيار لشهر رمضان وعطلة عيد الفطر، ثم تركته مفتوحا لأجل غير مسمى، وذلك لخلق مناخ ملائم لمفاوضات بين "حماس" و(إسرائيل).

وجاء التحذير المصري بعد تقارير تفيد بأن "حماس" كانت تخطط لاستئناف الاحتجاجات الجماهيرية على طول حدود القطاع التي أطلقتها في مارس/آذار، ضمن "مسيرات العودة" الكبرى التي تعتقد "حماس" أنها نجحت في زيادة الوعي الدولي بمحنة غزة وأجبرت (إسرائيل) على النظر في صفقة لرفع أو تخفيف حصارها المستمر منذ 11 عاما.

واعتبر "المونيتور" أن تحذيرات مصر وضعت "حماس" في مأزق، مشيرة إلى أن قادتها إذا قاموا بإعاقة مسيرات الاحتجاج ، فإن الاهتمام الدولي الذي ولدوه بسبب مصير غزة سوف يتلاشى، إذ سيتركهم ملزمين بوقف إطلاق النار مع (إسرائيل) ولكن بدون رفع (إسرائيل) حصارها، وبعبارة أخرى: الفشل في تحقيق ما وعد بها قادتها.

لكنه في المقابل إذا استمرت المظاهرات أمام السياج الحدودي بشكل جماعي لمواجهة القوات الإسرائيلية، فإنهم يخاطرون برد إسرائيلي مؤلم، وربما تجدد عمليات اغتيال قادتها، فضلا عن مشاكل مع مصر، والتي ستعيدهم إلى حيث بدؤوا.

ورجح الموقع أن تسعى "حماس" للتوصل إلى حل وسط، لذلك سيحث قادتها السكان على مواجهة قوات الاحتلال، لكنهم لن يحشدوا في كل المسيرات للاحتجاجات، وذلك من أجل السيطرة على عدد المتظاهرين، حتى لا تصل إلى الحد الذي يدفع مصر لتنفيذ تهديدها بغلق المعبر.

واعتبر الموقع أنه من الواضح تماما أن التوصل إلى اتفاق بين "حماس" و(إسرائيل) من شأنه أن يحسن في نهاية المطاف الوضع الاقتصادي والشامل في غزة لم يعد في المستقبل القريب، لذلك بدأ الجانبان في استكشاف خيارات أخرى.

وأبلغت مصر الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، في 4 سبتمبر/أيلول الجاري، أن المفاوضات التي كانت تتوسط فيها بين "حماس" و(إسرائيل) وصلت إلى طريق مسدود، وبالتالي سيتم تعليقها، واعتبرت القاهرة أن "عباس" هو المتهم الرئيسي في فشل المحادثات.