"نيويورك تايمز" ترجح إطاحة "ترامب" بوزير الدفاع الأمريكي قريبا

الأحد 16 سبتمبر 2018 05:09 ص

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن خلافات عميقة بين الرئيس "دونالد ترامب"، ووزير دفاعه، "جيمس ماتيس"، مرجحة إقدام "ترامب" على إقالة "ماتيس" قريبا.

ورجحت الصحيفة الأمريكية، إقالة "ترامب" لوزير الدفاع، في أعقاب الانتهاء من الانتخابات التشريعية بالكونغرس الأمريكي، المقررة، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضافت الصحيفة أن الجمهوريين المعتدلين، الذين سيحتاجهم "ترامب" في الحملة الانتخابية 2020، يثقون في "ماتيس"، ما يجعل طرد وزير الدفاع يحمل أضرارا على الرئيس الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقابلات صحفية مع أكثر من 10 مسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس ومسؤولين حاليين وسابقين في البنتاغون خلال الستة أسابيع الماضية، رسمت صورة لرئيس متوتر بسبب وزير دفاعه.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن العلاقات بين "ترامب" و"ماتيس" في البداية كانت مزدهرة، لكنها تغيرت بعد اجتماع وزير الدفاع مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.

وخلال الاجتماع شرح "ماتيس" لـ"ترامب" كيف أن تعاون الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، دعم القوة العسكرية لبلاده، ووفر لها حماية من العمليات الإرهابية، والوقاية من التهديدات القادمة من أفغانستان.

فيما كان رد الرئيس "محبطا للغاية"، متهما "ماتيس" بأنه ذا عقلية تشبه السياسين في الحزب الديمقراطي.

وأشارت الصحيفة إلى أن "ماتيس" تمكن من إقناع "ترامب" بعدم تعذيب المعتقلين بتهم إرهابية، كما أقنعه بإرسال آلاف من القوات الإضافية إلى أفغانستان، لافتة إلى أنه فعل كل ذلك دون إثارة انتقادات "ترامب" التي انهالت على العديد من مسؤولي إدارته.

وفي العالم الثاني في ولاية "ترامب"، لم يكترث كثيرا بآراء مساعديه في الأمن القومي، نتيجة ثقته بنفسه الكبيرة بعد تنصيبه "القائد العام"، وذلك بحسب ما ذكره مسؤول رفيع المستوى لـ"نيويورك تايمز".

وأضاف المسؤولون أنه مع توقع مواجهة "ترامب" لمعركة انتخابية محتدمة في 2020؛ بات الرئيس الأمريكي يدرس ما إذا كان يريد رئيسا للبنتاغون يدعمه بشكل أكثر جهرا من "ماتيس" الرافض بشدة لأي تصورات بأن الجيش الأمريكي يمكن استخدامه لأغراض سياسية.

رفض طلبات

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض أن "ماتيس" رفض عددا من طلبات الرئيس، التي تضمنت في البداية تنفيذا بطيئا لأمر "ترامب" بحظر كل المتحولين جنسيا من الجيش، بجانب رفضه لطلب البيت الأبيض بوقف اصطحاب الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية عائلاتهم؛ نظرا لقلق البنتاغون من أن تعتقد كوريا الشمالية هذه الخطوة بمثابة إنذار بالحرب.

وقالت الصحيفة إنه خلال الأربعة أشهر الماضية فقط، اختلف "ترامب" و"ماتيس" حول سياسة "الناتو" واستمرار التدريبات العسكرية الكبرى مع كوريا الجنوبية وما إذا كان قرار "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قد أثبت فعاليته أم لا.

ولفتت الصحيفة إلى أن تعيين "ميرا ريكارديل"، صاحبة التاريخ الحافل بالخلافات مع "ماتيس"، نائبة لمستشار الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض في وقت سابق من العام الجاري، يتزامن مع ادعاءات بعض المسؤولين أن "ترامب" قد يطالب "ماتيس" بالتخلي عن منصبه بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس هذا العام.

وقال مساعدان بالبيت الأبيض لـ"نيويورك تايمز"، إن "ترامب" يريد من "ماتيس" أن يكون أكثر شبها بوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الداعم السياسي للرئيس.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن دفع "ماتيس" للتخلي عن مواقفه السياسية التي تشبث بها طوال حياته لأرضاء "ترامب" سيكون أمرا شبه مستحيل.

وقالت الصحيفة إنه ربما وراء القرار المحتمل بإقالة "ماتيس" سببين رئيسيين، الأول يتعلق بالمقال المجهول والمنشور في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والذي أدان فيه "ترامب" وسياساته، والثاني يتعلق بكتاب "الخوف" للكاتب الشهير "بوب ودوورد".

ونقلت الصحيفة عن مساعدي وزير الدفاع الأمريكي، أن "ماتيس" حرص على تجنّب الأضواء الإعلامية خلال المدة التي قضاها في المنصب خشية أن يتسلط الضوء عليه بأسئلة كفيلة بالكشف عن خلافاته مع الرئيس الأمريكي.

ولفت المسؤولون إلى أن "ماتيس" رفض عدة طلبات من البيت الأبيض بأن يظهر في برنامج "فوكس أند فريندز" على شبكة "فوكس" الأمريكية للإشادة بأجندة "ترامب"، وهو ما يعني أن ملاذ "ماتيس" الوحيد هو الصمت، فهو لا يريد الاختلاف علنا مع رئيسه.

وذكر مسؤولون بالبنتاغون أن وزير الدفاع حرص على عدم انتقاد "ترامب" صراحة، بل وكافح لإظهار ولائه فقط ليجد مواقف الرئيس تناقضه لاحقا، ليبقى سؤال كم من الوقت يمكن أن يستمر "ماتيس" في لعب دور الجندي المخلص داخل البنتاغون؟.

ويعتبر مصير "ماتيس" مهما لأنه الوزير الوحيد الذي يقف بين الرئيس المتقلب والاضطراب العالمي، بحسب "نيويورك تايمز".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب وزير الدفاع الامريكي الكونغرس خلافات ماتيس الناتو كوريا الشمالية بوب وودورد