"أحوال تركية" و "آراب ويكلي".. قصة استهداف "إماراتي - غولني" لتركيا

الأحد 16 سبتمبر 2018 10:09 ص

"بعد محاولة الانقلاب مباشرة، غادرت تركيا بسبب حدسي القوي بأننا نحن الصحفيين سوف نتعرض لمتاعب أسوأ.."، هذا هو التصريح الذي يفتتح به الكاتب والصحفي التركي "ياووز بيدار" كلمته أمام أي محفل سياسي أو إعلامي يستضيفه للحديث عن "ظلامية تركيا في عهد (الرئيس رجب طيب) أردوغان الديكتاتور"، وهي اللقاءات التي تكثفت بعد فشل محاولة الانقلاب على "أردوغان" وحكومة "العدالة والتنمية" في يوليو/تموز 2016 بمدن أوروبية.. وخليجية أيضا.

بحسب مراقبين، تكمن غرابة تلك العبارة في أن الصحافة والإعلام كان لهما الفضل الأكبر في فشل العملية الانقلابية، عندما ظهر "أردوغان" على شاشة إحدى الفضائيات عبر برنامج "سكايب" مطمئنا أنصاره وداعيا إياهم إلى النزول إلى الشوارع والميادين سريعا لمقاومة المحاولة الانقلابية، وبالتالي فإن المسارعة في مغادرة تركيا بعد فشل محاولة الانقلابية بشكل يبدو كـ"فرار" لا يبدو مستساغا على "حدس صحفي" توقع فقط حملة على الإعلام والصحافة في بلاده.

لكن باقي عبارة "بيدار" قد تفسر المشهد برمته، حيث يقول: "اتصلت بي المجموعة العربية للاستثمار التي تعمل حصرا في مجال الإعلام بلندن منذ مدة طويلة، ولقد كانت رؤيتهم مهنية تماما".

أما "بيدار" فهو من أبرز قادة ما يعرف بـ"الكيان الموازي" في تركيا، والذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية بزعامة "فتح الله غولن"، القيادي الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ سنوات، وتطالب تركيا الولايات المتحدة بتسليمه، دون جدوى حتى الآن، وذلك بحسب وسائل إعلام وباحثين أتراك.

وأما "المجموعة العربية للاستثمار"، فهي شركة مسجلة في لندن تعمل بمجال الإعلام، ومن أشهر إصدارتها صحيفة "العرب" الإلكترونية، والتي يرأس تحريرها الصحفي العراقي "هيثم الزبيدي"، وهي شركة يؤكد مراقبون أنها إماراتية وتخضع مباشرة لإشراف ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

في سبتمبر/أيلول 2017، تحدث المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، عن "إطلاق بلدين عربيين حملة بميزانية ضخمة لاختراق الإعلام التركي وشراء إعلاميين ومؤسسات ومواقع إخبارية، بهدف شحن الرأي العام ضد أردوغان وإزاحته بثورة شعبية أو بانتخابات، فضلًا عن قلب الموقف التركي ضد دولة قطر".

 

للحملة هدفان صغير وكبير
الصغير: تشويه قطر والضغط لقلب الموقف التركي ضدها
الكبير: شحن الرأي العام ضد أردوغان وإزاحته بثورة شعبية أو بانتخابات

— مجتهد (@mujtahidd) September 24, 2017

 

وبالفعل، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، أي بعد أربعين يوما من تغريدات "مجتهد"، انطلق موقع إخباري تحت مسمى "أحوال تركيّة"، يتولى رئاسة تحريره "ياووز بيدار"، ويرأس القسم التركي فيه "إلهان تانير"، بينما يتولى "إرغون باباهان" رئاسة القسم الإنجليزي، و"غسان إبراهيم" رئاسة القسم العربي.

وبحسب إعلام تركي، فإن "تانير" و "باباهان" يعدان أيضا من قيادات "الكيان الموازي"، والذين هربوا من تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.

أما "غسان إبراهيم"، فهو صحفي سوري عمل سابقا كمدير لمركز الدراسات في جريدة "العرب" اللندنية، ويعرف بعدائه الشديد لتركيا، ويهاجمها بصور متكررة وملحوظة، وخاصة عبر قنوات "بي بي سي" و"العربية" و"الحدث" و"سكاي نيوز"، التي احتفت بالمحاولة الانقلابية خلال ساعاتها الأولى ونشرت أخبارًا كاذبة مثل نجاح الانقلاب وطلب "أردوغان" اللجوء إلى دول أوروبية.

ويعد "يووز بيدار" أيضا أحد كتاب الأعمدة الرئيسية في صحيفة "العرب" الإماراتية في لندن، وأيضا في موقع "ذي آراب ويكلي"، الذي أطلقته نفس الشركة الإماراتية في 2015.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، كشف الإعلامي التركي المقيم في بروكسل "محمد سولماز"، في تحقيق استقصائي، أن زميلا له بريطاني على صلة وثيقة بالشركة الإعلامية التي تملك صحيفتي "العرب" و "ذي آراب ويكلي" في لندن، أخبره بأن الشركة عقدت اجتماعا حول الشأن التركي، وأعلنت أنها بدأت حربا شاملة على الحكومة التركية، والرئيس "أردوغان"، وطالبت بجهود إضافية من الجميع في هذا الصدد.

وأضاف أن موقع "أحوال تركية" ظهر بعد تلك المقابلة بينه وبين صديقه البريطاني بنحو شهر.

ويقول الكاتب الصحفي الألماني، "جوزيف كرواتورو"، في مقال تحليلي نشره موقع "قنطرة"، إن "أحوال تركية" يريد التعبئة ضد أردوغان وحكومته بخطاب مخيف أحيانا.

ومع تطور الأحداث وتسارعها، يتوقع أن يتطور الاستهداف الإعلامي، الممول إماراتيا، لتركيا وحكومتها خلال الفترة المقبلة، بعد أن باتت أطراف الصراع أكثر انكشافا ووضوحا، وبات الرئيس التركي في موقف أكثر حساسية وتعقيدا بسبب التوتر المتصاعد مع الإدارة الأمريكية الحالية، وهنا يمكن توقع الكثير خلال الفترة المقبلة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الإمارات أحوال تركية عرب ويكلي صحيفة العرب اللندنية الانقلاب الفاشل فى تركيا