كشفت آخر سفير ليبي بالسعودية في عهد "معمر القذافي"، "محمد سعيد القشاط"، تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة في حياة "القذافي" ورفاقه قبل مقتله على يد معارضين في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

وأكد "القشاط" في حوار مع صحيفة "الأهرام العربي"، أن القذافي خلال الساعات الأخيرة ارتكب غلطة وحيدة، وهي الاتصال بقناة سورية، مشيرا إلى أن تلك المكالمة أودت بحياته.

وأضاف "القشاط" أنه في تلك الليلة رصد "الناتو" مكالمة "القذافي"، وقد شعر "القذافي" بالخطر وقتها، فخرج هو ومن معه من الحراس (70 رجلا)، ومعهم "أبوبكر يونس جابر" (وزير الدفاع)، لكن طائرات الأباتشي الفرنسية رصدتهم فدخلوا في نفق مجهز لمياه السيول، الذي قيل عنه للصرف الصحي.

وتابع "القشاط" حديثه قائلا، إن "القذافي وحراسه حين خرجوا من الجهة الأخرى للنفق أطلقت عليهم طائرات الأباتشي الفرنسية الغازات السامة والصواريخ، ومات أبوبكر وبعض الحراس وأصيب القذافي، ثم بعد ذلك قتل على أيدي شباب مصراتة".

وعلى صعيد آخر  تحدث "القشاط"، الذي ظل لمدة 12 عاما سفيرا لبلاده في السعودية، عن علاقة "القذافي" بالرئيس التونسي المخلوع "زين العابدين بن علي" وتفاصيل المبالغ المالية التي دفعها "القذافي" لرئيس التونسي بعد الإطاحة به من منصبه لينفق على نفسه وأسرته.   

وقال "القشاط" إن "القذافي" كان يعمل على إعادة الرئيس التونسي إلى الحكم لكن الوقت لم يسعفه.

وأضاف أنه ذهب إلى الرئيس التونسي في مقر إقامته بقصر الحمراء في جدة، بعد موافقة الرئيس "القذافي"، وخلال المقابلة اشتكى "بن علي" أنه لا يملك أي أموال بالخارج، وأنه لا يملك إلا ملابسه التى يرتديها.

 وأشار إلى أن "العقيد القذافي أمر بمنحه مبلغ 250 ألف دولار وقد قدمتهم له، وشكرني بن علي وطلب إبلاغ العقيد شكره وامتنانه وتأبط الظرف الذى يحوى المبلغ وافترقنا.. وفيما بعد أنكر أنه أخذ منى أية نقود!".