جيوبوليتيكال فيوتشرز: إٍسقاط الطائرة لن يؤثر على تقارب روسيا و(إسرائيل)

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 12:09 م

بعد أقل من 24 ساعة من موافقة روسيا وتركيا على عدم شن هجوم في إدلب، تم إسقاط طائرة استطلاع روسية في سوريا. وعلى الرغم من أن لها تاريخا حديثا في إسقاط الطائرات العسكرية الروسية، لم تكن تركيا هي المتسبب هذه المرة.

لكن الغريب هو أنه تم إسقاط الطائرة بواسطة صواريخ "إس-200" روسية الصنع، التي تحوزها النظام السوري. ولم يمنع هذا وزارة الدفاع الروسية من إلقاء اللوم بشكل مباشر على (إسرائيل).

ووفقا للوزارة، فقد كانت (إسرائيل) تقصف مواقع في اللاذقية، وهي مدينة تقع شمال غرب سوريا، دون إعطاء روسيا تحذيرا مسبقا. وفي بيان ينذر بالسوء، قالت موسكو إنها تحتفظ "بالحق في اتخاذ الإجراء المناسب ردا على ذلك".

ومنذ وقت ليس ببعيد، لم تكن العلاقات الروسية الإسرائيلية أفضل مما هي عليه الآن. وفي وقت سابق من هذا العام، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في موسكو يستمع إلى فرقة عسكرية روسية تعزف النشيد الوطني الإسرائيلي، قبل إجراء مباحثات مع الرئيس "فلاديمير بوتين".

ومنذ ما يقرب من عام من الآن، أعلنت روسيا وإيران وتركيا التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة "خفض التصعيد" في محافظة إدلب، وهي نفس المنطقة التي خشي الكثيرون من أن تصبح ساحة لمعركة دامية ومدمرة، ولكنها قد تصبح قريبا منطقة منزوعة السلاح مرة أخرى.

لكن أفعال سوريا وإيران هي ما سيحدد إذا كانت الكارثة قد تم تجنبها في إدلب.

لكن كيف وصلنا إلى هنا إذن؟ قد يكون الجواب من خلال حقيقة أن التحالفات طويلة الأمد في الشرق الأوسط لم تعد موجودة.

وأصبحت تحل محلها شراكات قصيرة الأجل تحكمها الفائدة المؤقتة. وبالنظر إلى تركيا وروسيا، نجد أنه قبل 3 أعوام، أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية، دون أن يتسبب ذلك في تأثير دائم.

والآن، تبدو الأضرار التي لحقت بالعلاقات الروسية الإسرائيلية قصيرة المدى. ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم، وأرجع "بوتين" الحادث إلى "سلسلة من الظروف العرضية"، على عكس الاتهام المباشر الذي أصدرته وزارة الدفاع.

وهذا هو السبب في أنه لا ينبغي لأحد أن يقرأ التفاهم الروسي مع تركيا أو خلافات روسيا مع (إسرائيل) على أنها شيء دائم، فكل هذه العلاقات تكتيكية على الأغلب. وتعد أهداف روسيا طويلة المدى في سوريا هي دعم "بشار الأسد" ثم الرحيل. وتريد تركيا استبدال "الأسد" لحكومة سنية أكثر مرونة، وتريد (إسرائيل) منع أي قوة إقليمية من الحصول على موطئ قدم داخل سوريا. لذلك في حين أن التهديد الأكثر إلحاحا لـ (إسرائيل) هو إيران، فإن التهديد الأطول أجلا يبدو أنه يأتي من تركيا.

وفي بعض الأحيان، تتداخل هذه المصالح، وفي أوقات أخرى لا تتداخل، ولكن يظل الوضع القائم على ما هو عليه.

وحتى الآن، لم تسر الأمور على هوى تركيا. ولا يزال "الأسد" في السلطة، ويثبت الأكراد السوريون المستقلون أقدامهم على الحدود التركية. لكن على عكس روسيا و(إسرائيل)، وحتى الولايات المتحدة، فإن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تشارك بقوات قعلية في سوريا، والتي يمكنها أداء اللعبة الأطول.

ويعني تأجيل النزاع في إدلب أن بإمكان تركيا طلب المساعدة من روسيا و"الأسد" ضد الأكراد السوريين. أما بالنسبة للعلاقات الروسية الإسرائيلية، فإن ما حدث ربما كان حادثا عابرا، أو محاولة سورية لتقويض العلاقات الروسية الإسرائيلية، أو عرض روسي لحسن النية تجاه تركيا. وفي كل الحالات، لا تستطيع روسيا عداوة (إسرائيل) الآن. لذا، فإن الروس سيجدون حتما طريقة لتصحيح الأمور.

المصدر | جاكوب شابيرو - جيوبوليتيكال فيوتشرز

  كلمات مفتاحية

روسيا (إسرائيل) سوريا تركيا العلاقات الروسية الإسرائيلية