هل ينهي إسقاط الطائرة تفاهمات روسيا و(إسرائيل) في سوريا؟

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 09:09 ص

أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية على الساحل السوري في 17 سبتمبر/أيلول، تم إسقاط طائرة استطلاع روسية تحمل على متنها طاقما مكونا من 15 شخصا بطريق الخطأ، من قبل بطارية صواريخ أرض جو سورية كانت ترد على إحدى هجمات الطيران الإسرائيلي.

وألقت روسيا باللوم على (إسرائيل) في الحادث، زاعمة بأنها منحت روسيا دقيقة واحدة فقط من التحذير المسبق قبل الهجوم، وأن الطيارين الإسرائيليين استخدموا عمدا الطائرة الروسية كغطاء خلال الهجوم، مما جعلها عرضة لصواريخ الدفاع الجوي السوري.

وصرحت موسكو بأنها تحتفظ بالحق في الرد على الحادث. وقد اعترفت (إسرائيل) بأنها كانت وراء الهجوم على القواعد السورية، لكنها ألقت باللوم في الحادث بشكل مباشر على النظام السوري، مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية كانت قد عادت بالفعل إلى المجال الجوي الإسرائيلي عندما تم إسقاط الطائرة الروسية.

ولطالما كان لدى الروس والإسرائيليين تفاهم حول سوريا؛ حيث تم السماح لـ(إسرائيل) بمواصلة ضرباتها في البلاد دون تدخل روسي. كما يعمل البلدان أيضا على التنسيق في عملياتهما من خلال خط ساخن للتواصل. ومع ذلك، يواجه البلدان أول حادثة خطيرة قد تضر بعلاقتهما في ساحة المعركة السورية.

لماذا يهم ذلك؟

قد يعني قرار روسيا تحميل (إسرائيل) مسؤولية حادث إسقاط الطائرة أن روسيا ستتخذ إجراءات انتقامية ضد الطائرات الإسرائيلية العاملة فوق سوريا. ومن المرجح أن تقدم روسيا مساعدة معززة لنظام الدفاع الجوي السوري، إما من خلال عمليات نقل إضافية للمعدات، أو زيادة تبادل المعلومات والتوجيه، لجعله أكثر فعالية ضد الهجمات الإسرائيلية.

ولا يزال من غير المحتمل حدوث تدهور خطير في العلاقة بين روسيا و(إسرائيل)، ولكن إذا استمرت تلك الديناميكية في التراجع، فقد يؤدي ذلك إلى صدامات مباشرة بين البلدين في سوريا، بينما تظل (إسرائيل) مصممة على مواصلة ضرب المواقع الإيرانية ومواقع "حزب الله".

ويعد إسقاط الطائرة الروسية تذكيرا بمدى ازدحام ساحة المعركة في سوريا. فالعديد من البلدان تعمل في البلاد، وهناك فرصة كبيرة للأخطاء وسوء التواصل، ما قد يؤدي إلى تصعيد النزاع. وفي هذه المرة، تم إسقاط طائرة روسية، لكن اشتباكات محتملة أخرى قد تشمل إطلاق قوات الدفاع الجوي السورية النار على طائرة تابعة لقوات التحالف الأمريكية (تعمل الولايات المتحدة إلى حد كبير بطائرات مشابهة جدا لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي)، أو حتى طائرة مدنية. وسبق أن أسقط نظام "إس-200"، الذي ادعى الروس إسقاطه لطائرتهم، بطريق الخطأ، رحلة تابعة لشركة طيران "سيبيريا" الروسية فوق البحر الأسود في أكتوبر/تشرين الأول عام 2001.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

إسقاط الطائرة الروسية روسيا (إسرائيل) النظام السوري منظومة إس-200