أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، مساء الأربعاء، إغلاق ضريح "الحسين بن علي" بالقاهرة، لمنع الشيعة من طقوس إحياء ذكرى عاشوراء، وذلك للعام الخامس على التوالي.

وقال القطاع الدينى بالوزارة إن "وزارة الأوقاف لن تسمح بأي ممارسات طائفية، لا في ذكرى عاشوراء، ولا فى غيرها، وأي محاولات لاستعراضات طائفية، وبخاصة في مساجد آل البيت، ستواجه بالقانون، فأي وطني مخلص لا يمكن أن يكون مثار فتن، وأي خروج على حرمة المساجد أو قدسيتها سيواجه بمحاضر رسمية بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشى الوزارة".

إلى ذلك، كثفت قوات الأمن من تواجدها أمام المسجد، ودفعت بعدد من سيارات مكافحة الشغب، لتأمين المنطقة وعدد من المجندين تراصوا أمام المسجد، وقاموا بتفتيش المترددين ذاتيا، للتأكد من عدم حملهم أي أشياء خارجة.

وللعام الخامس على التوالي يتم إغلاق ضريح الإمام "الحسين بن علي" على مدى يومي تاسوعاء (9 محرم) وعاشوراء، لدواع أمنية.

ومن جانبه، قال "الطاهر الهاشمي"، القيادي الشيعي وعضو المجلس الأعلى لأهل البيت في "قم" بإيران، إن الشيعة المصريين "سيقيمون مجالس العزاء في منازلهم لإحياء ذكرى الحسين وعدد من أهل البيت الكرام الذين استشهدوا في موقعة كربلاء"، وفقا لصحيفة "الوطن" المصرية.

وأضاف: "قررنا إقامة مجالس العزاء في منازلنا لتفويت الفرصة على مثيري الفتن ممن يسمون أنفسهم بالسلفية، الذين يحاولون الصيد في الماء العكر بافتعال مشاجرات في يوم عاشوراء أثناء زيارة مسجد وضريح الإمام الحسين، رغم أننا نقوم بالزيارة فقط ولا نمارس أي طقوس عزاء بمناسبة هذه الذكرى الحزينة"، حسب قوله.

وتابع: "قرارنا بإقامة مجالس العزاء فس المنازل جاء بدوافع وطنية لتخفيف العبء على أجهزة الدولة، وحتى لا نرهق الأمن الذس يستنفر لحراسة مسجد الإمام الحسين".

وأكد أن "إغلاق مسجد الإمام الحسين في ذكرى عاشوراء، هو رسالة خاطئة من قبل وزارة الأوقاف"، مضيفا "نتحدث بشكل وطني عن موقف الحكومة المصرية من الإغلاق المتكرر للمسجد الذي يصبح نقطة ضدها وليس في صالحها، لأن هناك الكثير من المتربصين بمصر ومكانتها للإساءة لها".

من جانبه، أعلن "وليد إسماعيل"، مؤسس "ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل" (سلفي)، وجودهم أمام ضريح "الحسين"، لمنع أي فعاليات شيعية يتم تدشينها.

وقال "إسماعيل"، "نطالب الأوقاف بمنع أي فعاليات شيعية يتم تنظيمها في هذا اليوم بالمسجد، وحال وجود أي معلومات لدينا نبلغ الأجهزة الأمنية".

وقرار الغلق يطبق للعام الخامس على التوالي، خشية انتقادات من إسلاميين بمصر تجاه ما تسميه مظاهر شيعية، تحدث داخل ضريح "الحسين"، حفيد الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم.

ويوم "عاشوراء" هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، وفيه قتل "الحسين بن علي" حفيد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء، لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن ويقومون بضرب الصدور، ولطم الخدود، وضرب السلاسل على الأكتاف، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء، باعتبار أن ذلك يعبر عن حبهم لـ"الحسين" رضي الله عنه.

ويعتبر يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران وباكستان ولبنان والبحرين والهند والعراق والجزائر.