جميل راتب.. شيال مصري يصل إلى العالمية بالتمثيل

الأربعاء 19 سبتمبر 2018 10:09 ص

قطعت أسرته علاقته بها بعدما علمت أنه ترك مدرسة الحقوق التي التحق بها في فرنسا، فعمل شيالا في أسواق باريس.. لكن أحدا لم يكن يعلم أن هذه أولى خطواته ليصبح ممثلا عالميا.

وودع الآلاف من المصريين من الجامع الأزهر الممثل المصري "جميل راتب"، مسدلين الستار على مسيرة ممثل استثنائي بعد مسيرة فنية حافلة بالإبداع والأعمال السينمائية والتليفزيونية امتدت قرابة 66 عامًا.

ورحل "جميل" صباح الأربعاء 19 سبتمبر/أيلول 2018، بعد صراع طويل مع المرض، أفقده صوته قبل موته، عن عمر ناهز 92 عامًا، وأوصى بعدم إقامة مراسم للعزاء.   

ولد "جميل راتب"، في القاهرة 18 أغسطس 1926، أنهى التوجيهية في مصر وكان عمره 19 عامًا، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته.

واجه "راتب"، في حياته، العديد من الشائعات، ملامح وجه البيضاء ودراسته الفرنسية جعلت الجميع يعتقد أن والدته فرنسية، لكن هذا الأمر لم يكن صحيحًا عل الإطلاق، ولد من أب مصري مسلم، وأم مصرية صعيدية أبنة أخ الناشطة المصرية "هدى شعراوي".

بدايته الحقيقية كانت عام 1946 عندما شارك في بطولة الفيلم المصري "أنا الشرق" الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية "كلود جودار" مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، منهم "جورج أبيض"، "حسين رياض"، "توفيق الدقن"، "سعد أردش".

فتح فيلم "أن الشرق" الباب أمام الفنان "جميل راتب"، لينطلق في مسيرته الفنية في عاصمة النور "باريس" ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن، لتؤهله ملامحه الحادة لأداء أدوار الشر.

شارك جميل راتب، الفنان أندريه جيد في "أوديب ملكاً"، ونصحه بدراسة فن المسرح في باريس فقبل النصيحة.

أصبح الفرنسيين يطلبونه في أدوار البطولة، وشارك في 7 أفلام في السنوات العشر الأخيرة كما عمل أيضًا في بطولة ثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك.

شارك في عدد من الأفلام التي تركت بصمة في السينما المصرية، كما رُشح لدور الضابط في "الكرنك" الذي لعبه "كمال الشناوي"، ورشحه "صلاح أبو سيف" لدور مهم في فيلم "الكداب"، بعدها انهالت عليه الأدوار من كل مخرجي السينما تقريبًا.

ومن أشهر أفلامه السينمائية: "الصعود إلى الهاوية، طيور الظلام، الساحر، من نظرة عين، جمال عبدالناصر، الأولة في الغرام، تيمور وشفيقة، عفاريت الأسفلت، جنينة الأسماك، ليلة البيبي دول".

لكن مشوار "جميل راتب" في مسلسلات التلفزيون لم يكن أقل من مشواره السينمائي، إذ أطل بشخصية الجد "أبوالفضل جاد الله" في مسلسل "يوميات ونيس" بأجزائه المتعددة، محققا شعبية واسعة في أدواره بالدراما التليفزيونية.

توج مشوار الفنان "جميل راتب"، بالجوائز مبكرًا، قبل أن ينل قسطه من الشهرة، وفي بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر.

وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس وعدد 67 فيلمًا مصريًا وعدد كبير من أفلام السينما العالمية.

لكن الفنان الذي بدأ حياته غريبا، اتسم بالغربة كذلك عن معظم الوسط الفني في مواقفه السياسية وآرائه العامة، إذ كان من أوائل المؤيدين لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما أبدى تعاطفا واضحا مع ضحايا مجزرة ميدان رابعة العدوية من أنصار الرئيس الأسبق "محمد مرسي".

رغم ملامح المرض التي بدت واضحة على وجهه، إلا أنه قرر أن يطل على جمهوره ويفتح قلبه لهم، ويحكي بكل صراحة ووضوح عن حياته ومشاكله الصحية، وما يخاف منه، ورغبته في الموت.

وخلال لقائه ببرنامج "فحص شامل"، أبدى الفنان "جميل راتب" رغبته في الموت قائلًا: "الموت بالنسبة لي راحة من الأمراض التي أعاني منها، ومش خايف من الموت بس خايف من العذاب".

وأشار "جميل راتب"، إلى أنه في الفترة الأخيرة من حياته بات يشعر بالاكتئاب، لاحساسه بأن وجوده في الحياة ليس له أهمية".

وفي تشييع جنازته، اختار الممثل الذي بدأ حياته غريبا في فرنسا، أن يرحل غريبا عن جمهور الممثلين المصريين الذين تغيبوا عن جنازته.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جميل راتب أبوالفضل جاد الله فرنسا