قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء، إن الأراضي التي عرضت بولندا إقامة قاعدة أمريكية عليها غير كافية من ناحية المساحة، كما أن هناك عقبات إدارية وعملية تحول دون إنشاء تلك القاعدة في الوقت الراهن.
جاء ذلك غداة العرض الذي قدمه الرئيس البولندي "أندري دودا" "دونالد ترامب" لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة في بلاده.
وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي، "مارك إسبر" إنّه لاحظ خلال آخر زيارة له إلى بولندا في يناير/كانون الثاني الماضي أن الأراضي التي اقترحت حكومة وارسو إقامة القاعدة عليها ليست واسعة بما فيه الكفاية لإجراء التدريبات العسكرية اللازمة للجنود الأمريكيين، ولا سيما مجالات المناورة وميادين الرماية، وفق "فرانس برس".
وأوضح: "نحن بحاجة على سبيل المثال إلى ميدان رماية كبير من أجل رماية المدفعية"، والمساحات التي اقترحت الحكومة البولندية تخصيصها "لم تكن كبيرة بالقدر الكافي بالنسبة إلينا بما يتيح لنا المحافظة على درجة الاستعداد التي نرغب فيها".
كان "ترامب" أعلن إثر استقباله "دودا" في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن بولندا مستعدة لدفع ملياري دولار على الأقل لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على أراضيها، مشيرا إلى أنه يدرس بشكل "جدي جدا" هذا العرض.
لكن وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" سارع إلى القول إن "المسألة تحتاج إلى درس معمق، وإنه لا قرار اتخذ في هذا الشأن بعد".
وأضاف "ماتيس": "كما تعلمون فالأمر لا يتعلق بقاعدة عسكرية فحسب بل يشمل مناطق تدريب وبنى تحتية للصيانة داخل القاعدة… كل هذه الأشياء، وهي تفاصيل كثيرة نحتاج لدراستها مع البولنديين".
وليست المساحة المسألة الوحيدة التي يتوقف عندها الأمريكيون؛ فهناك عوامل أخرى لا بد أن تتوفر كي يصبح بالإمكان إقامة هذه القاعدة، حسب "إسبر".
وأوضح نائب وزير الدفاع أن الجيش الأمريكي يريد أن يكون قادرا على التحرك بسهولة في أوروبا، لكن العقبات الإدارية والعملية من شأنها أن تبطئ حركته في حالة حدوث نزاع.
وقال: "لدينا مشاكل في نقل المعدات الثقيلة وأشياء من هذا القبيل".
وروى "إسبر"، أنه خلال رحلته الأخيرة إلى أوروبا، واجه جنوده صعوبات في التوجه إلى ألمانيا للمشاركة في تدريبات.
وأضاف: "تعرض أحد قطاراتنا لعرقلة (…) لأسباب إدارية وفنية في آن معا".
وشدد المسؤول الأمريكي على أن المشكلة لا تقتصر على دولة بعينها، مشيرا إلى أن المسألة عبارة عن "مزيج من المشاكل الإدارية والبنية التحتية".
وتريد بولندا وجودا عسكريا أمريكيا دائما على أراضيها للتصدي لروسيا.
وترسل الولايات المتحدة في الوقت الراهن قوات بشكل دوري مؤقت لبولندا، لكن الأخيرة تريد وجودا عسكريا أمريكيا دائما على أراضيها للتصدي لروسيا.
وعبّرت موسكو عن قلقها، في مايو/أيار الماضي، من تقارير بشأن الخطط البولندية في هذا الصدد،ـ وقالت إن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو حدود روسيا يقوض الاستقرار في أوروبا.
