قال رئيس مؤسسة "شيربا" الفرنسية لمكافحة الجرائم الاقتصادية، المحامي "ويليام بوردون" إن تحول إمارة دبي إلى "مغسلة عالمية للأموال القذرة" بات أمرا مكشوفا.
وأضاف "بوردون" في حوار مع مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية، الخميس، أن دبي، التي غدت رمزا للعولمة، استطاعت بمهارة فائقة أن تستخدم صورتها كمدينة جذابة ورمز للحداثة المفرطة لجذب الأموال من جميع أنحاء العالم.
ولفت المحامي الفرنسي إلى أن الإمارة استخدمت نجاح نموذجها الليبرالي كستار لواقع آخر مبهم، وهو تحولها لمركز عالمي لتبييض الأموال بعدما استفادت كثيرا من تشديد قوانين ملاذات الضرائب في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لتصبح قبلة للجشعين الفارين من دفع الضرائب في بلادهم، مستقطبة بذلك ثروات من الصين وروسيا وأفريقيا وأوروبا.
واعتبر "بوردون" ما يجري في دبي انفصاما في شخصية العولمة، بحد تعبيره، إذ بات لدى العالم ترسانة من القوانين لمكافحة الفساد، من ناحية، بينما لم تتغير الممارسات القديمة في دبي من ناحية أخرى، حسب قوله.
ولم يكن توقيع دبي لجميع الاتفاقات الحديثة لمكافحة تبييض الأموال والتهرب الضريبي إلا محاولة لتلميع صورتها "الأخلاقية"، بحسب المحامي الفرنسي.
وعما يمكن فعله إزاء هذا الخلل، أكد "بوردون" أن التغيير لا يمكن أن يأتي إلا من خلال تحول عميق في الثقافة السياسية لقادة دبي أنفسهم.
وكانت "لونوفيل أوبسرفاتور" قد كشفت في تحقيق لها بشأن "أوراق دبي" عن نظام غسيل للأموال في دولة الإمارات العربية المتحدة، لجأ إليه الرئيس السابق لقسم التعدين في مجموعة أريفا الفرنسية "سيباستيان دي مونتيسوس"، لتبييض أموال حصل عليها بطريقة غير شرعية.
وقدمت المجلة وثائق، قالت إنها تكشف الكيفية التي يتم بها تبييض الأموال في الإمارات ولاحقا تحويل الأرباح - وهي بعشرات الملايين من الدولارات - إلى العملاء في عملية خارجة عن القانون، مستمرة منذ نحو 20 عاما.