تراجع المتهم الأول في قضة قتل رئيس دير "أبو مقار" في مصر، الراهب "إبيفانيوس المقاري"، عن اعترافاته التي أدلى بها أمام النيابة، قبل أن تؤجل المحكمة أولى جلسات القضية إلى جلسة 27 سبتمبر/أيلول المقبل.

جاء قرار المحكمة، لسماع الشهود، وتنفيذ طلبات الدفاع، حسب ما ذكرت صحف محلية.

وعقدت محكمة جنايات الأسكندرية، الأحد، أولى جلسات محاكمة الراهبين "أشعياء المقاري" واسمه الحقيقي "وائل سعد تواضروس"، و"فلتاؤس المقاري" واسمه الحقيقي "ريمون رسمي منصور" (محبوسين)، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لـ"إبيفانيوس".

وشهدت الجلسة الأولى، نفي المتهم الأول "أشعياء" الاعترافات التي كان قد أدلى بها أمام النيابة بالقتل، وقال إنه لم يقتل "إبيفانيوس".

وأضاف معلقا على اعترافاته أمام النيابة: "كنت تعبان نفسيا في هذه الفترة".

وكان النائب العام المصري "نبيل صادق"، قد أحال "أشعياء" و"فلتاؤس"، للمحاكمة، بعد أن وجهت لهما تهمة القتل العمد.

وكشفت تحقيقات النيابة، عن ارتكاب الراهب المجرد من رتبته الكنسية والمطرود من الكنيسة "أشعياء" جريمة قتل رئيس دير "أبو مقار" الذي عثر على جثته داخل الدير أمام القلاية الخاصة به، بينما ساعده صديقه الراهب "فلتاؤوس المقاري" المتهم الثاني في الجريمة.

وأقر المتهم الأول "أشعياء" في التحقيقات، بأنه ارتكب الجريمة، وأعد لذلك أداة عبارة عن ماسورة حديدية ضرب بها المجني عليه 3 ضربات على رأسه، أودت بحياته، بينما اقتصر دور المتهم الثاني على مراقبة الطريق، لتسهيل مهمة المتهم الأول، وتمكينه من ارتكاب الجريمة.

كما أشار إلى الدافع وراء ارتكاب جريمتهما هو وجود خلافات عقائدية ومالية، بسبب أموال التبرعات، التي ترد إلى الدير، وكيفية التصرف فيها.

وفي 29 يوليو/تموز الماضي، عثر الرهبان على الأسقف "إبيفانيوس" مقتولا داخل دير "أبو مقار" الذي يرأسه بوادي النطرون (دلتا النيل/شمال)، وذلك وسط تنامي الخلافات بين رهبان الدير.

وكان "إبيفانيوس" من تلاميذ الراهب الراحل "متى المسكين"، بينما "أشعياء" و"فلتاؤس" من أبناء البابا الراحل "شنودة الثالث"، وتفاقمت الخلافات بين المدرستين عن نطاق واسع.