ماذا وراء الهجوم الدامي على العرض العسكري الإيراني؟

الأحد 23 سبتمبر 2018 03:09 ص

نصب مسلحون كمينا للعرض العسكري الإيراني يوم السبت، وقتلوا 25 شخصا في هجوم مفاجئ.

وألقت السلطات في طهران باللوم على "الإرهابيين" المدعومين من المملكة العربية السعودية، ما أثار التوترات بين الخصمين الإقليميين.

ويعتبر الهجوم الذي وقع في مدينة الأحواز جنوب غربي البلاد، على بعد نحو 50 ميلا من الحدود الإيرانية مع العراق، أكبر هجوم من نوعه في البلاد، منذ أن هاجم مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" البرلمان الإيراني في يونيو/حزيران 2017.

وقد أعلنت جماعة عرقية انفصالية مسؤوليتها عن هجوم السبت، وكذلك فعل تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن السلطات الإيرانية ألقت باللوم على الانفصاليين، واتهم "رمضان شريف"، المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، المملكة العربية السعودية بدعم المهاجمين.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن المعتدين كانوا يتنكرون في زي الجيش والحرس الثوري، عندما فتحوا النار على موكب الاحتفال بذكرى بدء الحرب بين إيران والعراق عام 1980، وهو الصراع الذي استمر 8 أعوام، وقُتل خلاله مئات الآلاف من كلا الجانبين.

وأبلغ الرئيس "حسن روحاني" حاكم ولاية الأحواز في مكالمة هاتفية عقب الهجوم بأن "رد إيران على أصغر تهديد سيكون ساحقا"، وأن المسؤولين عن دعم الإرهابيين بالدعاية والاستخبارات "سيشهدون العواقب"، بحسب بيان على موقع حكومي رسمي.

وقال وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" إن القوى الأجنبية ساعدت في الهجوم، وألقى باللوم على الولايات المتحدة في هذا التواطؤ.

وكتب "ظريف" على "تويتر": "هاجم الإرهابيون الذين تم تجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم من قبل نظام أجنبي على موكب الأحواز، وكان هناك أطفال وشباب صغار بين المصابين، وتحمل إيران رعاة الإرهاب الإقليميين وأسيادهم الأمريكيين المسؤولية عن مثل هذه الهجمات، وسوف ترد إيران بسرعة وبحزم دفاعا عن حياة الإيرانيين".

المزيد من الاشتعال

وقد يضيف اتهام طهران للسعودية بدعم المهاجمين وقودا إلى التوترات في جميع أنحاء الخليج العربي.

ويشعر المسؤولون السعوديون بالقلق من نفوذ إيران العسكري في المنطقة، ودعمها للرئيس السوري "بشار الأسد" في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات متجددة ضد إيران، أشادت بها المملكة العربية السعودية، ما يضع ضغوطا متجددة على الاقتصاد الإيراني.

وتقاتل السعودية وإيران أيضا على طرفي نقيض في الحرب الدموية في اليمن، وقد قطعتا العلاقات الدبلوماسية منذ أن هاجم حشد من المحتجين البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران وأطلقوا عليها النار عام 2016.

وقد استهدف هجوم صباح السبت عرضا إيرانيا عسكريا، وأظهرت وسائل الإعلام المحلية لقطات فيديو للمشهد الفوضوي عندما اندلع إطلاق نار خلال المسيرة، ما أدى إلى إراقة دماء عدد من العسكريين والمدنيين، وأظهرت لقطات من المشهد عربات الإسعاف التي وصلت إلى المكان وجنودا بزي موحد.

وقد تم قتل 3 من المسلحين الأربعة الذين شاركوا في الهجوم، وتم اعتقال الرابع، بحسب ما قاله الجنرال "أبوالفضل شكرجي"، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية للتليفزيون الحكومي، وقال إن المهاجمين أخفوا أسلحتهم في المنطقة قبل العرض.

وقالت وكالة "تسنيم"، وهي منفذ إعلامي مرتبط بالحرس الثوري، إن 25 شخصا قد قتلوا في الهجوم، وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، التي تديرها الدولة، نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه، إن أكثر من 50 قد أصيبوا.

ولم تبد الحكومة الإيرانية على الفور اهتماما بمزاعم تنظيم "الدولة الإسلامية" حول مسؤوليته عن الهجوم.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد شن العام الماضي هجوما واسع النطاق في طهران، وحارب القوات الإيرانية والقوات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، ولكن ليس له صلات مؤكدة مع الانفصاليين في الأحواز.

وكانت محافظة خوزستان، التي تعد عاصمة الأحواز، منذ عقود موطنا للانفصاليين من أصل عربي، الذين يسعون للاستقلال عما يسمونه "الاحتلال" الإيراني الفارسي.

وطالما وقعت مناوشات بين الانفصاليين والحكومة في الإقليم، لكن وقوع مثل هذا الهجوم المنسق أمر نادر، وقد اشتبك انفصاليون عرب في الإقليم في وقت سابق مع الجيش الإيراني، وهاجموا منشآت نفطية.

وقال متحدث باسم الجماعة الانفصالية، المعروفة باسم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، إن الهجوم تم تنفيذه "بسبب استبداد المؤسسة ضد الأحواز"، وكان "يعقوب التستري" يتحدث إلى تليفزيون إيران الدولي، ومقره في لندن، وهو منفذ إعلامي يموله مستثمرون سعوديون.

وفي مقابلة، نفى "حبيب جبر"، وهو معارض إيراني مقيم في الدانمارك، أن يكون السعوديون يقدمون دعما عسكريا لجماعات المعارضة.

وعلى الرغم من أن الإعلام السعودي غالبا ما يدافع عن قضية الانفصاليين في الأحواز، لكن الروابط العسكرية، أو الدعم اللوجستي السعودي لعمليات الجماعات المسلحة داخل إيران، لم يتم التحقق منه.

وتظل الحكومة الإيرانية شديدة اليقظة تجاه الجماعات الانفصالية، وفي 9 سبتمبر/أيلول، أطلق الحرس الثوري 7 صواريخ قصيرة المدى على قاعدة للمعارضين الأكراد الإيرانيين المتمركزين عبر الحدود في شمال العراق، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا.

وقد اتهم الحرس الثوري المجموعة بالتآمر لشن هجمات إرهابية وأعمال عدوانية ضد إيران.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

هجوم الأحواز الأكراد إيران عرب إيران الدولة الإسلامية