ن.تايمز: إيران وكوريا تكشفان تناقض سياسة ترامب خلال عام

الاثنين 24 سبتمبر 2018 07:09 ص

عندما أجرى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أول زيارة له إلى الأمم المتحدة، العام الماضي، شن هجوما لفظيا في اجتماع الجمعية العامة على زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون"، ووصفه بـ"رجل الصواريخ" الانتحاري وهدد "بتدمير" بلاده بالكامل، كما تعهد بتفكيك الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بأنه "إحراج للولايات المتحدة".

وقدم "ترامب" للمرة الأولى بشكل مثير الحديث عن وضع "أمريكا أولا" على التعاون المتعدد الأطراف.

ولكن عندما يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع وهي ثاني مرة يحضر فيها اجتماع رؤساء الدول كرئيس يعود "ترامب" بشكل مختلف.

وسيتحدث "ترامب" أيضا عن الزعيم الكوري الشمالي، لكن سيختلف الأمر هذه المرة، فالرئيس الأمريكي يصفه الآن "بالجدير بالاحترام"، رغم أن الأدلة تشير إلى أن "جونغ أون" يواصل بناء ترسانة نووية.

ورغم وعده بنسف الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه يقول أيضا في الوقت الحالي إنه "سيكون دائما متاحا" لعقد اجتماع مع الرئيس الإيراني "حسن روحاني".

لكن مصدرا في محيط الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" الذي سيكون حاضرا في نيويورك قال: "لا نتوقع مصالحة كبرى بين الرئيسين الأمريكي والإيراني"، مضيفا: "طالما أنه ليست هناك إرادة لبدء الحوار من الجانبين، لا يمكننا أن نفرض ذلك".

وتؤكد الولايات المتحدة التي ترغب في عقد اتفاقية مع إيران تشمل برنامجها النووي والصواريخ الباليستية، استعدادها للقاء مسؤولين إيرانيين، لكن طهران ترفض ذلك حتى الآن.

وبالنسبة لمستشاري "ترامب"، فإن أكبر خطر يرونه باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام هو عكس ما كان عليه الأمر العام الماضي لأنه سيكون متحمسا بشكل مفرط إزاء التعامل مع الخصوم الأثرياء.

وبدلا من كبح نزعات "ترامب" العدوانية، فإن مساعديه الكبار يشاركون في جهد هادئ لتجنب مواجهة مباشرة مع زعيم إيران بأنه لن يكون مستعدا للتعامل مع أو تقديم تنازلات يخشون أنها قد تقوض جهودهم في مواصلة الضغط على كوريا الشمالية.

وهذه الأمور من شأنها أن تزعج مساعدي "ترامب"، الذين يتعاملون بشكل متشدد حول إيران وكوريا الشمالية، ويفضلون الضغط على البلدين من خلال التحدث إليهم.

ويلوح في الأفق أيضا اجتماع مع الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي-يون"، حيث من المرجح أن يضغط عليه لتقديم تنازلات لمواصلة المحادثات مع رئيس كوريا الشمالية.

وقال "روبرت مالي" الذي ساعد في التفاوض على الصفقة النووية الإيرانية كمسؤول في إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما": "الرئيس مستعد للوعيد والتهديد، وهذا الأمر نجح مع كوريا الشمالية، لأنه كان لديه شريك مستعد.. المشكلة التي سيواجهها مع إيران هي أن القادة هناك يعتقدون أن الاجتماع سيشرعن استراتيجيته".

وقال المسؤولون إنهم كانوا واثقين إلى حد ما أن اللقاء مع "روحاني" لن يحدث، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن الإيرانيين قالوا إنهم غير مهتمين بهذا الأمر.

وأثار وزير الخارجية "مايك بومبيو"، الجمعة، مزيدا من العقبات، قائلا إن الولايات المتحدة لديها سلسلة من "المطالب البسيطة" التي يتعين على إيران الوفاء بها قبل أن تكون مستعدة للمشاركة ، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ و"التوقف عن أن تكون أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".

وتقول مصادر في مقر الأمم المتحدة إنه بوجود مجلس أمن "منقسم اليوم أكثر من أي وقت مضى" ترأسه الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري، "ليس لدى أحد أي فكرة" عما سيفعله أو سيقوله الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته.

ويمكن أن ينقلب اجتماع الأربعاء على الولايات المتحدة، في وقت لا يزال شركاؤها يسعون لإنقاذ الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015، ومصالحهم الاقتصادية.

وينتظر مقر الأمم المتحدة الذي حولته الشرطة إلى حصن في شرق مانهاتن، وأمينها العام، وصول رؤساء حوالى 130 دولة وحكومة (عدد أكبر من العام الماضي)، وأربعة نواب رؤساء ووزراء خارجية أكثر من أربعين بلدا.

وسيتم خلال أسبوع إلقاء كلمات -خطاب لكل من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة- ستطرح خلالها قضايا وحوادث من كل الأنواع، من الدفاع عن التعليم إلى مكافحة معاداة السامية والبلاستيك الذي يسبب التلوث والسل.... كما ستتم إزاحة الستار عن تمثال لرئيس جنوب أفريقيا الراحل "نيلسون مانديلا"، وإلقاء خطاب كوبي في كنيسة وعرض لفرقة لموسيقى البوب.

وسيشكل المناخ الذي يعتبره بعض القادة التهديد الرئيسي للعالم، موضوع تعبئة خاصة.

ومثل كل عام، يضم جدول المناقشات الدبلوماسية النزاعات الصغيرة والكبيرة التي تنتشر أو لا تنتشر فيها قوات لحفظ السلام، من منطقة الساحل إلى بورما مرورا بليبيا وأفريقيا الوسطى والصومال والشرق الأوسط واليمن وفنزويلا.

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب إيران كوريا الشمالية الأمم المتحدة