روسيا تثير غضب إسرائيل بتعزيز الدفاعات الجوية للنظام السوري

الاثنين 24 سبتمبر 2018 03:09 ص

في خطوة من المتوقع أن تثير غضب (إسرائيل)، أعلنت روسيا تعزيز الدفاعات الجوية لحليفتها سوريا، بعدما أسقطت الأسبوع الماضي طائرة روسية عن طريق الخطأ.

واليوم الإثنين أعلن الجيش الروسي أن موسكو ستسلم دمشق منظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس-300" الحديثة خلال أسبوعين.

وردا على الخطوة الروسية، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي، "جون بولتون"، أن تزويد سوريا بصواريخ "إس-300" تصعيد بارز من موسكو.

وكان قرار تسليم هذه المنظومة اتّخذ في 2010، لكنه لم ينفّذ بسبب معارضة (إسرائيل)، التي تقيم علاقات جيدة مع روسيا.

ووفقا لخبراء روس تحدثوا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فى وقت سابق، فإن موسكو كانت تخشى من رد سلبي لـ(إسرائيل) حال تزويدها سوريا بالصواريخ.

ووصلت درجة المخاوف وفقا للخبراء للروس، أن تقدم (إسرائيل) على قصف المنطقة التي سيتم فيها نشر الصواريخ، لكن بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية الأسبوع الماضي يبدو أن المعادلة تغيرت، وانقلبت الأمور رأسا على عقب. 

فبعد أسبوع من إسقاط الدفاعات الجوية للنظام السوري عن طريق الخطأ طائرة إليوشين-20 روسية فوق البحر المتوسط، صعّد الكرملين خطابه تجاه الدولة العبرية رغم محاولاتها الحثيثة تبرئة ساحتها وإثبات حسن نيتها لموسكو.

وفي محاولة لسحب فتيل الأزمة توجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي شخصيا إلى موسكو لتقديم أدلة تبرئ بلاده من الحادثة.

وفى هذا الصدد اعتبر محلل الشؤون العسكرية، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "أليكس فيشمان"، أن (إسرائيل) ستدفع ثمناً مقابل واقعة إسقاط الطائرة الروسية.

وأضاف: "الروس ليسوا أغبياء، وهم يعلمون جيداً أن (إسرائيل) تراقب حركة الطائرات في المنطقة ولا سيما طائرات التجسس، كالتي تم إسقاطها الإثنين بنيران الدفاعات السورية".

وأردف: "بالتالي فإنه عندما تقول روسيا إن (إسرائيل) أبلغت الطرف الروسي، قبل دقيقة واحدة من عملية استهداف المستودع في اللاذقية، فإنها (أي إسرائيل)، كانت تعرف بشكل دقيق موقع الطائرة، ويفترض أنها تدرك خطورة الأمر" .

وتابع: "وبالتالي فهي تعرف أن دقيقة واحدة ليست كافية لتحويل مسار الطائرة، وبالتالي فإنه من وجهة نظر الروس فإن (إسرائيل) لم تبذل كل الجهود المطلوبة منها، وفقاً للتفاهمات مع روسيا لمنع تعرض الطائرة الروسية للخطر".

وبحسب "فيشمان"، فإن موقف "بوتين" يشير إلى أن الروس أدركوا أن بمقدورهم تحقيق مكاسب من الحادثة، وهو ما يفسر عدم مسارعتهم لتوجيه الاتهامات لـ(إسرائيل)، وانتظار 12 ساعة من إسقاط الطائرة قبل صدور بيان وزارة الدفاع الروسية، والاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع الروسي، "شويغو" ونظيره الإسرائيلي، "أفيغدور ليبرمان"، وتوجيه الاتهام لـ(إسرائيل) بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة.

وقال "فيشمان"، إن الرد الروسي لم يكن عبثياً أو من باب المصادفة، بل كان مدروساً ويهدف قبل كل شيء إلى خفض وتقليص حجم ونطاق حرية الطيران الحربي الإسرائيلي في الأراضي السورية، خاصة أن الإعلام الروسي، تحدث، بحسب "فيشمان"، في اليومين الماضيين عن تقديرات روسية بأن (إسرائيل) تحاول، بدعم من الأمريكيين، تخريب اتفاق إدلب.

يوافق "عاموس هرئيل" في "هآرتس"، هو الآخر على أنه ستكون هناك تداعيات لإسقاط الطائرة الروسية، وقال: "إن (إسرائيل) الآن في ورطة مع الروس من شأنها أن تؤثر على حرية نشاط سلاح الجو الاستراتيجية، التي استفاد منها سلاح الجو الإسرائيلي لغاية الآن في الجبهة الشمالية".

وجرى تحديث منظومة "إس-300"، التي طورها الجيش السوفييتي في بادئ الأمر، وإتاحتها بنسخ مختلفة وبقدرات متباينة قادرة على إطلاق الصواريخ من شاحنات، وصممت لتسقط الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

وتقول (إسرائيل) إن ضرباتها في سوريا لا تشكل تهديدا لـ"الأسد" حليف روسيا، لكن يتعين عليها القيام بها لوقف شحنات السلاح إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران، وسبق أن بذلت جهودا لمحاولة إقناع روسيا بعدم بيع "إس-300" لسوريا؛ خشية أن يعرقل ذلك قدراتها الجوية.

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا إسرائيل سقوط طائرة الجيش الروسي في سوريا إس-300 منطومة الدفاع الجوي

مساعي عراقية لحيازة منظومات دفاع جوي من روسيا والصين