أغلقت السلطات الموريتانية "مركز تكوين العلماء" الذي يديره الشيخ "محمد الحسن ولد الددو"، وذلك في خطوة تصعيدية ضد التيار الإسلامي في موريتانيا.
وتقول السلطات إنها "أرسلت عددا من البعثات إلى المركز للاطلاع على مدى انسجامه مع المناهج التعليمية في موريتانيا وطرق التدريس فيه ومصادر تمويله قبل اتخاذها الخطوة المذكورة".
وحاصرت قوات تابعة لجهاز الأمن المركز، بعد ساعات من اجتماع ضم الرئيس "محمد ولد عبدالعزيز" ووزيره الأول "يحيى ولد حدمين"، وفقا لصحيفة "زهرة شنقيط" الموريتانية.
وقالت صحيفة "الأخبار" الموريتانية، إن سيارات من الشرطة تمركزت في محيط المركز في مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط وأغلقت الطرق المؤدية إليه.
وأكد شهود عيان، تمركز عدة سيارات من الشرطة أمام المدخل الرئيسي للمركز، وإغلاق سيارات أخرى للطرق المؤدية إليه.
ويرأس مركز تكوين العلماء الشيخ "محمد الحسن ولد الددو"، وهو مؤسسة تعليمية شرعية أنشأها منذ سنوات، وتعمل على تخريج العلماء عبر المزاوجة بين التعليم الموريتاني التقليدي واعتماد النصوص التي كان يدرسها، والتعليم النظامي الحديث.
وكان الرئيس الموريتاني أشار خلال حديثه في مؤتمر صحفي عقده، الخميس الماضي، إلى إجراءات وإعدادات لمواجهة ما وصفه بـ"التطرف واستغلال الدين".
وقال: "الإسلام السياسي قضى على العالم العربي وجلب الويل والدمار لدول عربية كانت حتى وقت قريب آمنة.. وسوريا مثال على ذلك.. لم يحطمها البعثيون.. والحال اليوم يكفي".
ويصنف المركز على أنه إحدى واجهات تيار جماعة "الإخوان المسلمون" في موريتانيا والذي استهدفه الرئيس "ولد عبدالعزيز" مؤخرا في تصريحاته، في خطوة وصفت بأنها تصعيد ضد التيار الذي حصل حزب محسوب عليه على أعلى نسبة بعد الحزب الحاكم في البلاد في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية الأخيرة.
وكان "ولد الددو" قد انتقد في خطبة الجمعة الأخيرة تصريحات الرئيس "ولد عبدالعزيز".
وسبق أن أغلق "ولد عبدالعزيز" قبل سنوات جمعية "المستقبل" التي يرأسها "ولد الددو".
