مدن في شمال سوريا تحيا بنكهة تركية

الخميس 27 سبتمبر 2018 07:09 ص

بات أسلوب الحياة في مدن شمالي سوريا يغلب عليه النكهة التركية؛ في ظل مساعي أنقرة لمساعدة سكان تلك المدن على تدبير شؤون حياتهم إثر طرد ميليشيات كردية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

البعض يرى في هذا الأمر فرصة كبيرة لتحقيق الأمن في تلك المناطق ومنع هجمات النظام عليها، ودفعها نحو التطوير في المجالات كافة.

والبعض الآخر يرى فيه خطرا على مستقبل تلك المناطق، وارتباطها بسوريا على المدى البعيد، لا سيما مع تعاظم الآثار الاجتماعية والثقافية على السكان من كافة الأجيال، من حيث ارتباطهم بتركيا أكثر من سوريا، حسب تقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية.

وتشمل هذه المناطق محافظة إدلب وأنحاء واسعة من محافظة حلب كمدن الباب وجرابلس وأعزاز والراعي وعفرين، والتي تم استعادتها بفضل عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" العسكريتين، اللتين تمتا بالتعاون بين الجيش التركي والجيش السوري الحر.

أمنيا، يسيطر على تلك المناطق "الجيش السوري الحر"، وعناصر من الشرطة السورية، الذين جرى تدريبهم وتأهيلهم على يد الأمن التركي.

كما يقدم ولاة ورؤساء البلديات التركية المحاذية للمحافظين (حلب وإدلب) المشورة والعون للمسؤولين المحليين في تدبير شؤون تلك المدن والمناطق.

وعلى الصعيد الخدمي، تم ربط هذه المناطق بشبكات الكهرباء والماء والغاز الطبيعي من قبل الشركات التركية.

وتجاريا، تحولت بدرجة أساسية جرابلس والباب وبنسب أقل عفرين وإدلب إلى ما يشبه السوق المفتوحة للمنتجات والشركات التركية.

وتتولى شركات المقاولات التركية عمليات البناء المتعلقة ببناء المساكن والمحلات التجارية، والمجمعات السكنية والمباني والدوائر التابعة للمجالس المحلية.

فيما تولت الشركات التركية مناقصات كبرى لإنشاء شبكة من الطرق السريعة التي تصل بين تركيا ومناطق شمالي سوريا؛ لتسهيل عمليات النقل التجاري.

الليرة التركية

كما لجأ البريد التركي الرسمي إلى فتح فروع له في هذه المناطق، وهو البريد الذي يقوم بمعاملات مالية أشبه بالبنوك، ويتلقى دفعات الفواتير الشهرية؛ حيث يدفع السكان فواتير الخدمات الأساسية بالليرة التركية عبر البريد التركي، ويقوم بالحوالات المالية بين داخل سوريا وتركيا إلى جانب البريد التقليدي بين البلدين.

ولجأت شركات الاتصالات الخلوية التركية الأساسية إلى فتح فروع لها في هذه المناطق والتنافس هناك على بيع خدماتها، وعمدت إلى نصب أعمدة تعزيز الإرسال داخل الأراضي السورية، كما تنتشر فروع لها لبيع وتوزيع خدماتها بالتجزئة داخل الأحياء في تلك المناطق.

ومع زيادة التعاملات التجارية هناك، بات التعامل بالليرة التركية جزءا أساسيا من حياة السكان والتجار هناك.

وفي مناطق مثل جرابلس والباب باتت الليرة التركية تطغى على نظيرتها السورية في كثير من التعاملات التجارية.

وبات السكان تتأثر حياتهم بشكل مباشر بصعود وهبوط العملة التركية التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها في الأسابيع الأخيرة، وتأثر فيها السكان هناك بشكل كبير.

كما تمنح رواتب الكثير من العاملين في الهيئات المحلية والمشاريع التي تديرها الشركات التركية ويعمل بها سوريون، إلى جانب رواتب العاملين في سلك التعليم والشرطة المحلية والدوائر المحلية وغيرها من المعاملات المالية والرواتب بالليرة التركية.

تعليم تركي

وفي قطاع التعليم، عملت تركيا على إعادة ترميم وبناء المدارس التي تضررت بفعل المعارك التي دارت في تلك المناطق، وخلال فترة قصيرة إعادة عشرات آلاف الطلاب إلى مقاعد الدارسة.

وإلى جانب المدارس، دفعت أنقرة بالجامعات التركية لبناء فروع لها في مناطق سيطرتها شمالي سوريا.

ومؤخرا، تم افتتاح فرعين كبيرين لجامعتين تركيتين "غازي عنتاب" و"حراء"، إلى جانب افتتاح مدارس مهنية وصناعية وهيئات تعليمية أخرى.

وفي المدارس والجامعات على حد سواء يجري تعليم اللغة التركية على نطاق واسع وهو ما زاد من عدد الناطقين بها في شمالي سوريا بشكل كبير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا إدلب حلب