أردوغان: سنجتاز الاضطرابات في العلاقة مع واشنطن 

الخميس 27 سبتمبر 2018 02:09 ص

قال الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، إن "شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ستجتاز فترة اضطراب العلاقات الثنائية، كما سبق وأن تغلبت على بعض الأزمات".

جاء ذلك في كلمة ألقاها "أردوغان"، مساء الأربعاء، أمام مجلس الأعمال التركي الأمريكي، الذي حضره على هامش اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العام للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وخلال أغسطس/آب الماضي، توترت العلاقات بين واشنطن وأنقرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية.

وجاءت الخطوة الأمريكية بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي "أندرو برانسون"، الذي يواجه اتهامات "بالتجسس والإرهاب"، وموقوف بتركيا منذ 2016.

وردت تركيا على القرار الأمريكي بمضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على 22 منتجًا أمريكيًا، وهذه النسبة تعادل 533 مليون دولار إضافي.

وتعليقًا على طريقة تعامل الإدارة الأمريكية، في هذه الأزمة، قال "أردوغان" في كلمته "بعض الدوائر في الإدارة الأمريكية الحالية تعتقد أنه بالإمكان حل خلافات الرأي باستخدام لغة التهديد، والقمع، والابتزاز".

وأردف: "حتى لو توصلنا إلى تفاهم في بعض القضايا، هناك شوط كبير جدًا علينا تجاوزه في علاقاتنا، وخاصة فيما يخص العلاقة مع تنظيمي (غولن) و(ب ي د - ي ب ك) الإرهابيين".

وأكّد أن هذا الموقف السلبي يؤدي إلى تراجع خطير سواء في العلاقات مع الحلفاء أو في مكانة أمريكا على مستوى العالم. وأن تركيا تعتقد أن هذه العقلية لا يمكن مواصلتها إلى الأبد.

وشدد "أردوغان" على أنه "لا يوجد أي منتصر في الحرب، لا سيما الحروب التجارية، ولا شك أن كل قرار أحادي الجانب حتمًا سيكون له مقابل"، في إشارة لقرارت أمريكا بخصوص فرض عقوبات على تركيا.

كما أشار إلى أن إجمالي استثمارات الشركات التركية في الولايات المتحدة تجاوز 4.6 مليار دولار، وأن هناك أكثر من 1700 شركة أمريكية تنشط في تركيا على نطاق واسع بمجالات متنوعة.

ولفت إلى أن إدارة "دونالد ترامب" تحاول تحقيق أهدافها السياسية باستخدام الأدوات التجارية، وهذا من العوائق التي تحول دون تطور التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف الرئيس التركي: "رغم جميع هذه الأمور، ننظر بأمل إلى مستقبل علاقاتنا السياسية والتجارية مع أمريكا".

وتطرق "أردوغان" كذلك إلى جهود بلاده لحل الأزمة السورية، قائلًا، "نقوم بمساعي دبلوماسية مكثفة على الصعيد الدولي للحيلولة دون وقوع مآسي جديدة ستكلف عشرات آلاف المدنيين (في إدلب) حياتهم".

وفيما يتعلق بإقامة زعيم الكيان الموازي في الولايات المتحدة، "فتح الله غولن"، قال "أردوغان" إن المنظمة تمارس أنشطتها حاليا في 27 ولاية أمريكية.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة دفعت للمدارس التي تديرها المنظمة عبر المدراس المستقلة (شارتر سكولز - Charter schools)، قرابة 850 مليون دولار. 

وأشار "أردوغان" إلى أن "غولن" ما يزال يقيم في ولاية بنسلفانيا تحت الحراسة، ووجه خطابه للولايات المتحدة: "هل نحن شركاء استراتيجيون؟ لماذا تحرسون مثل هذا الإرهابي (فتح الله غولن) ونحن شريكان استراتيجيان؟". 

وانتقد عدم التزام الاتحاد الأوروبي بوعود تقديم حزمة المساعدات للسوريين في تركيا وقيمتها الإجمالية 6 مليارات يورو، كان من المفترض أن تقدم على دفعتين. 

وبيّن "أردوغان" أن الاتحاد الأوروبي لم يقدّم إلا 1.7 مليار يورو من وعوده حتى اليوم، في الوقت الذي أنفقت فيه تركيا على السوريين على أراضيها 32 مليار دولار خلال الأعوام الأخيرة. 

وفي سياق متصل، قال أردوغان إن 18 ألف شاحنة محمّلة بالأسلحة والمعدات العسكرية، إلى جانب قرابة 3 آلاف طائرة شحن محملة أيضا بالأسحلة والمعدات العسكرية، وصلت الشمال السوري قادمة من الولايات المتحدة، خلال الأعوام القليلة الماضية. 

وقال إن جميع الأسلحة قدمت لتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا"، وإن الولايات المتحدة أسست لنفسها 22 قاعدة عسكرية في سوريا.

وتساءل: "لمن هذه الأسلحة، ضد من تستخدم؟ من هي الجهة الواقعة في الطرف المقابل للحزام الإرهابي شمالي سوريا؟ نعم إنها تركيا، فروسيا غير موجودة هنا، وكذلك إيران ليست لها حدود". 

وأكد الرئيس التركي أن قرابة 50 ألف نازح من إدلب عادوا إلى منازلهم خلال اليومين الماضيين، بعد توقيع الاتفاق التركي الروسي بشأن محافظتهم.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان دونالد ترامب إدلب أندرو برانسون فتح الله غولن