لماذا تستورد مصر الغاز الإسرائيلي رغم قرب الاكتفاء الذاتي؟

الجمعة 28 سبتمبر 2018 05:09 ص

رغم اقترابها من الوصول للاكتفاء الذاتي، أنهى شركاء مصريون وإسرائيليون، اتفاقا على شراء 39% من الأسهم في خط أنابيب "غاز شرق المتوسط"، في صفقة، تمكن من البدء في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، مطلع 2019.

وبموجب الاتفاق، تدفع كل من "ديليك دريلينج" الإسرائيلية، و"نوبل إنرجي" الأمريكية، واللتين تطوران معا حقول غاز إسرائيلية، 185 مليون دولار، في حين تدفع شركة غاز "الشرق" 148 مليون دولار، لشراء حصة في شركة غاز "شرق المتوسط"، التي تدير خط أنابيب بين البلدين.

وتتضمن الصفقة أيضا موافقة غاز شرق المتوسط على إنهاء التحكيم مع مصر وإسقاط الدعاوى بحق القاهرة، فيما يتعلق بإلغاء صفقة غاز قبل عدة سنوات، حسبما ذكرت "ديليك" في بيان.

وتشمل الشروط الأساسية المطلوبة قبل إبرام الاتفاقات، الحصول على الموافقات التنظيمية والحكومية اللازمة، وتأمين إعادة تأهيل فني من طرف ثالث من خط أنابيب، واستكمال العناية الواجبة في المعاملة النهائية.

ويمتد خط الأنابيب بطول 90 كيلومتراً ويقع في البحر في المقام الأول، ويربط شبكة أنابيب (إسرائيل) من عسقلان بشبكة الأنابيب المصرية، بالقرب من العريش.

اكتفاء ذاتي

وزير البترول المصري، "طارق الملا"، خرج عدة مرات، آخرها يوم 15 أغسطس/آب الماضي، بتصريحات قال فيها إن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال الفترة القليلة المقبلة، على أن يتم تصدير الفائض منه مع بداية يناير/كانون الثاني 2019.

كما أعلنت الحكومة المصرية عدة مرات عن تحقيق فائض في إنتاج الغاز بداية من نهاية العام الجاري أو على أقصى تقدير بداية 2019، وأنها ستتوقف عن الاستيراد، بل وستقوم بتصدير الغاز من حقل ظهر الواقع شمال شرق السواحل المصرية، وفي المقابل يبرم القطاع الخاص المصري بداية العام صفقة ضخمة يتم بموجبها استيراد الغاز الإسرائيلي لمدة 10 سنوات وبقيمة 15 مليار دولار.

مركز إقليمي

ومع الهجوم الشديد على إبرام صفقة استيراد مصر للغاز الإسرائيلي، يتم تبريرها من قبل السلطات المصرية بأن الغاز المستورد من الدولة العبرية سيوجه للتصدير لدول أوروبا بعد معالجته في معامل تقع غرب مدينة الإسكندرية، وأن الصفقة ستحول مصر لمركز إقليمي لتداول وتوزيع الطاقة، وأن الصفقة تعد قيمة مضافة للاقتصاد المصري.

وقال نائب الرئيس الأول لشركة "نوبل إنيرجي"، "كيث إليوت"، إن هذه الصفقة تمثل حدثًا رئيسيًا آخر نحو تحول مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة.

وأضاف: "الصفقة توفر إمكانية الوصول إلى كل من الأسواق المحلية المتنامية، ومرافق التصدير للغاز الطبيعي المسال الحالية".

فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة "ديليك"، "يوسي آبو": "هذه صفقه تاريخية، تدعم تحول مصر إلى المركز الإقليمي للطاقة في المنطقه، وتضعها على قدم المساواة مع كبرى مراكز الطاقة في العالم".

و"نوبل إنرجي"، هي شركة نفط أمريكية، تمتلك حصة 40% في حقل "ليفياثان"، المتواجد في البحر المتوسط.

وفي وقت سابق، وقّعت مصر وقبرص على الاتفاق الحكومي المشترك بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر، من أجل نقل الغاز الطبيعي من حقل "أفروديت"، القبرصي إلى تسهيلات الإسالة بمصر وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة.

وتأمل مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي قبل نهاية 2018، وذلك مع بدء تشغيل المزيد من وحدات الإنتاج بحقل ظهر.

فائدته لمصر

هل يمثل إحياء خط أنابيب الغاز مع مصر فائدة اقتصادية لـ(إسرائيل)؟ وإلى أي مدى يمكن توقع نجاح الصفقة؟

سؤالان أجاب عنهما المحلل الإسرائيلي "ديفيد روزنبرغ"، الخميس، في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية، تزامنا مع إعلان على شراء 39% من الأسهم في خط أنابيب "غاز شرق المتوسط".

وأوضح "روزنبرغ" أن الاتفاق الذي تم بين شركة "ديليك دريلينج" الإسرائيلية، وشركة "نوبل إنرجي" الأمريكية من جانب، وشركة غاز الشرق المصرية من جانب آخر، يمثل أهمية اقتصادية لكل من مصر و(إسرائيل)، إذ تحولت الأولى من مصدر إلى مستورد للغاز خلال السنوات الماضية نتيجة تزايد الاستهلاك، بينما تحتاج الثانية إلى خط أنابيب شرق المتوسط كأفضل وسيلة لتصدير الغاز إلى أوروبا.

وأضاف أن اكتشافات مصر وقبرص للكثير من كميات الغاز الطبيعي بمياه البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة، والتوقعات بشان العثور على المزيد منها يعني أن الدول الثلاث لديها فرصة مميزة للعمل معا من أجل حل الكثير من المشاكل اللوجيستية التي تواجه أسواق للغاز في المنطقة، خاصة مع تزايد القلق الأوروبي من الاعتماد على واردات الغاز الروسي.

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل اتفاقية اسيراد غاز حقل غاز