ما هي قصة جامع ديتيب الذي يفتتحه أردوغان بألمانيا؟

السبت 29 سبتمبر 2018 11:09 ص

يفتتح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، السبت، مسجدا، بني بتصميم نادر، سمي باسم "ديتيب"، وهو اختصار لجامع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية، وذلك في مدينة كولن الألمانية.

وجامع "ديتيب" الذي تعود مساعي تشييده إلى عام 2001، يتوقع أن يصبح نقطة تجمع للمسلمين، وغيرهم من سكان المدينة وعموم ألمانيا والدول المجاورة.

والجامع الكبير، بني بطراز معماري فريد، على مساحة قدرها 6 آلاف متر مربع، حيث يتسع إلى 1250 شخصاً.

 

مسجد "ديتيب" الذي سوف يفتتحه أردوغان اليوم في مدينة كولن الألمانية والذي بناه "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" ليكون أحد أكبر المساجد في أوروبا بتصميم معماري فريد pic.twitter.com/vUTyRxhUQd

— Ismail Kaya إسماعيل كايا (@Ismail_kaya88) September 29, 2018

 

كما يضم مقر الاتحاد، مركزا للتسوق، وقاعة معارض، وأخرى للندوات تتسع لـ600 شخص، وموقفاً للمركبات يتسع لـ120 سيارة، إضافة إلى مكتبة عامة ومكاتب للدراسة.

وتعود قصة "ديتيب"، إلى عام 1984، حين قررت 200 جمعية إسلامية بناء جامع في مكان يُستخدم مستودعاً لمصنع في المنطقة، حسب "الأناضول".

ومع مرور الزمن، ضاقت مساحة الجامع القديم على مسلمي المدينة، الذين تتزايد أعدادهم، وخصوصاً لدى إقامة الفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية.

وعام 2001، تقدم الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية، بطلب إلى بلدية كولن الكبرى، لإنشاء جامع جديد مكان القديم، ولكن كان عليهم الانتظار عام كامل، لتلقي موافقة تشترط تنظيم مسابقة لتصميم المشروع.

 

 

وبحلول عام 2005، وبمشاركة 111 معمارياً، نُظّمت مسابقة دولية لتقديم مخطط يتناسب مع المظهر المعماري لكولن، والتراث الإسلامي، ويساهم في إكساب المدينة ثراء معمارياً، وفاز بها المعماري الألماني "باول بوهم".

المصادقة على مشروع بناء الجامع تمت عام 2008، وقد شارك في وضع حجر الأساس رئيس الشؤون الدينية التركية آنذاك "علي أرباش أوغلو"، إضافة إلى مسؤولين من "ديتيب"، وآخرين من بلدية كولن.

وعام 2012، افتُتح جزء من الجامع للصلاة، وبدأت نهاية عام 2014 أعمال الديكور الداخلي بإشراف من المعمارية التركية "ماريا أيقاتش"، وبتنفيذ مختصين وفنانين في النقش والخط العربي من تركيا.

وتم اعتماد تصور الديكور الداخلي للجامع بحيث يمزج بين الحداثة والماضي، وإبراز زخارف من الثقافتين الإسلامية والتركية.

 

 

وصُنعت مستلزمات الديكور بشكل خاص في ولايات تركية مختلفة، قبل نقلها إلى ألمانيا، مثل المحراب، والمنبر، ومقصورة المؤذن، التي صُنعت في إسطنبول، والسجاد الذي صُنع في مانيسا (غرب).

ويعتبر المسجد المشيد بالإسمنت والزجاج، بمآذنه المرتفعة 55 مترا، وقبته الشاسعة من أضخم مساجد أوروبا، وهو مصمم بحسب مهندسه "بول بوم"، ليكون رمزا للانفتاح.

ويدير الاتحاد الإسلامي التركي، 900 مكان صلاة في ألمانيا، تحت إشراف أئمة قادمين من تركيا.

وقدم معارضو المسجد، وخصوصا من اليمين المتطرف، عدة طعون ضد بناء المسجد مبدين مخاوف من تحول كولونيا إلى مركز للإسلاميين، على غرار ما حصل في لندن، غير أن الطعون فشلت في نهاية المطاف.

وجرت تعبئة آلاف الشرطيين لمواكبة الزيارة، فيما وصفه رئيس الشرطة المحلية "أوفي ياكوب"، بأنه أكبر انتشار للشرطة في تاريخ المدينة.

وتسعى تركيا من خلال زيارة "أردوغان"، إلى تحقيق تقارب مع ألمانيا التي تأوي جالية من 3 ملايين تركي أو متحدر من أصل تركيا.

وتعول أنقرة على تعاون برلين لإنعاش اقتصادها، وكذلك للتصدي لمؤيدي  "فتح الله غولن"، المتهم بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016، الأمر الذي ينفيه.

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان مسجد ديتيب ألمانيا كولن