هل أنقذ هجوم الأحواز النظام الإيراني؟

الاثنين 1 أكتوبر 2018 10:10 ص

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن هجوم الأحواز الذي وقع، الأسبوع الماضي، أدى لتزايد مشاعر القومية لدى الإيرانيين، وأنقذ في اللحظة الأخيرة النظام الإيراني الذي يواجه استياء شعبيا شديدا.

وفي صباح السبت 22 سبتمبر/أيلول الماضي، كانت "زاري" ربة منزل عمرها 42 عاما، في سوق للمواد الغذائية في شيراز، وكانت تتحقق من أسعار السلع الأساسية التي تتغير باستمرار وتحاول أن تجعل ما لديها يكفي لشراء البقالة التي تحتاجها لإطعام أبنائها المراهقين الثلاثة.

وعادت إلى المنزل بعد أن أنفقت نفس المبلغ الذي خرجت به الأسبوع السابق ولكن مع حقيبة طعام أخف بكثير.

 وعندما أعادت ترتيب البقالة بغضب في مطبخها، اتصلت بأختها التي دائما ما كانت تشكو إليها وتلعن الحكومة لسوء إدارتها للاقتصاد الذي جعل الحياة أكثر صعوبة، كما تزايدت لديها مشاعر الإحباط منذ تراجع العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية في يوليو/تموز.

وقاطعتها شقيقتها هذه المرة وطلبت منها أن تفتح شاشة التلفزيون؛ فقد كان هناك هجوم إرهابي في البلاد.

وقتل 24 شخصا في هجوم نفذه مسلحون فتحوا النار خلال عرض عسكري في مدينة الأحواز جنوب غربي إيران، وتبنى الهجوم تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتجمد جسد "زاري" وقالت عبر الهاتف "لم تعد البقالة مهمة بالنسبة لي، لقد نظرت للتو في الأخبار وقلبت القنوات على التلفزيون الحكومي والمحطات الفضائية. رأيت صورا لكل هؤلاء الشبان الذين كانوا خائفين أثناء تعرضهم للهجوم. سيكون أولادي في الخدمات العسكرية خلال بضع سنوات. ماذا لو أحدهم كان واحدا منهم؟ فكرت في هذه النقطة نحن حقا نتعرض للهجوم".

وتشابه رد فعل "زاري" مع آخرين، بمن فيهم أولئك الذين انتقدوا تعامل النظام مع الاقتصاد.

"رضا"، مهندس عمره 52 عاما من مدينة أصفهان لديه ابنة تدرس في الولايات المتحدة، انتهى به المطاف في المستشفى في يوليو/تموز من ضغط الدم المرتفع بشكل خطير بعد الهبوط الأولي للعملة.

وقال: "في كل ساعة من اليوم، عقلي يحاول معرفة كيفية التأكد من أن ابنتي قادرة على إنهاء دراستها في الخارج، وألوم الحكومة في كل شيء"، ولكن مع هجوم يوم السبت، قال: "الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد بالنسبة لي. إنها الآن حول أمن البلاد".

وقالت المجلة الأمريكية إن هذا الهجوم حشد الإيرانيين حول علم بلادهم.

وعلى مدى العقدين الماضيين، نمت القومية الإيرانية بالفعل ردا على نظام أعطى الأولوية للإسلام بدلا من ذلك.

وتم دفع الاتجاه نحو الوطنية في الآونة الأخيرة إلى أبعد من ذلك من خلال حرب بالوكالة تتوسع باستمرار مع المملكة العربية السعودية.

ومنذ أوائل عام 2000، كان هناك تزايد في الأسماء الفارسية قبل الإسلام للأطفال الرضع.

وأصبح فارفهار -وهو رمز للزرادشتية التي سبقت الإسلام- وشما شعبيا بالإضافة إلى قلادة تباع في جميع أنحاء البلاد.

وكانت هناك عودة للاهتمام بالتاريخ الفارسي ما قبل الإسلام، مما غذّى السياحة الداخلية إلى المواقع الأثرية.

وسعى النظام رغم أنه إسلامي بقوة إلى الاستفادة من هذا الارتفاع في القومية، بما في ذلك عن طريق رفع الأعلام الوطنية على طول الطرق والجسور (وهو دعامة رئاسة محمود أحمدي نجاد من عام 2005 إلى 2013، إلى جانب مفهومه عن الإسلام الإيراني).

وضرب هجوم الأحواز عصبا معينا لدى الإيرانيين لأن الكثير من القتلى كانوا من المجندين، في بلد يجب أن يخدم فيه جميع الشباب في الجيش في نهاية المطاف، لذا قوبلت وفاتهم بالتعاطف من جميع قطاعات المجتمع، بغض النظر عن آراء الأفراد في السياسة أو النظام.

كما جاء هجوم الأحواز في يوم ذي مغزى خاص وهو الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لبدء الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، التي كان المقصود بها الاحتفال العسكري هناك.

ويقول "مرتضى سارهانجي" ، وهو كاتب ورئيس أحد المراكز الثقافية الرئيسية في الحكومة وهو "هاوز هوناري: "كانت الحرب العراقية الإيرانية هي الحرب العالمية الثالثة".

وهوى الريال الإيراني بسبب ضعف الاقتصاد والصعوبات في البنوك المحلية، والطلب الكثيف على الدولارات بين الإيرانيين، الذين يخشون من انكماش صادرات بلادهم النفطية، وتضرر الاقتصاد جراء انسحاب واشنطن في مايو/أيار الماضي، من اتفاق نووي تاريخي أبرم عام 2015، وإعادة فرض عقوبات أمريكية.

  كلمات مفتاحية

إيران هجوم الأحواز هجوم العرض العسكري

إيران تتهم السعودية وأمريكا و(إسرائيل) بالوقوف وراء هجوم الأحواز