واشنطن بوست: أمريكا تفتقر لسياسة واقعية حول سوريا وإيران

الاثنين 1 أكتوبر 2018 07:10 ص

دق مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون"، أجراس الإنذار عندما أخبر المراسلين في مؤتمر صحفي على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا مادامت إيران متواجدة هناك.

وقال "بولتون": "لن نغادر طالما أن هناك قوات إيرانية خارج حدود إيران، وهذا يشمل وكلاءها وميليشياتها".

وبدا ذلك بمثابة تغيير في سياسة الإدارة الأمريكية، التي نشرت 2000 جندي في شرق سوريا، من أجل مهمة وحيدة وهي القضاء على بقايا "الدولة الإسلامية".

وأشار بعض الديمقراطيين إلى أن الكونغرس لم يقدم تفويضا قانونيا باستهداف القوات الإيرانية في سوريا أو أي مكان آخر .

ثم جاء هذا التوضيح من قبل المسؤول الأمريكي عن الملف السوري "جيمس جيفري" والذي قال: إن الوجود لا يقتصر على جنود أمريكيين وإنما هناك "طرق عدة للوجود على الأرض".

وأضاف: "لن نجبر الإيرانيين على مغادرة سوريا ولا يمكننا إجبارهم ولا أعتقد أن الروس يمكنهم إجبارهم على مغادرة سوريا، لأن الإجبار ينطوي على استخدام القوة العسكرية… الأمر يتعلق بالضغط السياسي".

لذا فإن الأخبار السارة هي أن الرئيس "ترامب" لا يخطط لبدء حرب مع إيران في سوريا بدون تفويض من الكونغرس، لكن الأخبار السيئة هي أن إدارته لا تزال تفتقر إلى سياسة واقعية لإنهاء الصراع الدائر والتهديد الذي تشكله، والوجود الإيراني، ويحقق المصالح الحيوية للولايات المتحدة.

وكما أشار "جيفري" خلال تعليقه الصحفي، فإن هدف إيران في سوريا ليس فقط دعم نظام "بشار الأسد"، ترسيخ شبكتها الخاصة من الصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة مضادات الطائرات، والأسلحة الأخرى التي من شأنها تمكينها من بسط سيطرتها على المنطقة.

لقد فشلت أكثر من 200 غارة جوية إسرائيلية في وقف إقامة المنشآت الإيرانية في سوريا.

لكن استراتيجية الولايات المتحدة تتلخص في محاولة إحياء عملية السلام المتعثرة في الأمم المتحدة، والتي يرفضها نظام "الأسد" بشدة.

النظرية هنا هي أنه إذا كان من الممكن التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة لدى إيران وروسيا، فإن الإيرانيين ربما يستحثون على الانسحاب من سوريا.

ويشير "جيفري" إلى السيناريو المتصور من قبل روسيا ونظام "الأسد" لعام 2018  وفشل أن يتحقق،  أن القوات الروسية وقوات النظام ستعيد السيطرة على ما تبقي من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، والولايات المتحدة ستنسحب من الأراضي التي تسيطر عليها في شرق سوريا، ثم تبدأ مساعدات إعادة الإعمار الدولية في التدفق على سوريا.

وقال "جيفري" إن "ترامب" الذي دفع في الماضي تجاه انسحاب القوات الأمريكية، مستعد الآن لترك قوات أمريكية هناك في سوريا.

وفى الوقت ذاته انضمت الولايات المتحدة وأوروبا إلى رفض تقديم مساعدات إعادة إعمار ، إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

ومؤخرا منع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، هجوما كبيرا على منطقة إدلب شمال سوريا، حيث يوجد هناك حوالي 3 ملايين مدني، ووسطهم بعض عشرات الآلاف من المعارضين ومقاتلي تابعين لتنظيم القاعدة، وبدلا من الهجوم، اتفق مع تركيا على منطقة عازلة يتم إجلاء المعارضين منها.

وهذا من الناحية النظرية، يمكن أن يخلق مساحة لدبلوماسية "جيفري"، لكن الولايات المتحدة مازالت تفتقر إلى تأثير ذي فاعلية على نظام "الأسد"، ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن تخلق جهات فاعلة أخرى (تركيا، إسرائيل ، وروسيا) لتهيئة ظروف مناسبة للسلام، وانسحاب إيران.

وخلافا لذلك فإن الولايات المتحدة ستكون عالقة في سوريا، غير قادرة على السيطرة على الأحداث، أو المغادرة لفترة طويلة.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

أمريكا إدارة ترامب سوريا روسيا إسرائيل تركيا إيران سياسة