لا تزال تطورات قضية اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي، "جمال خاشقجي"، في تركيا، الثلاثاء، لدى مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول تتوالى، على فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن ناشطون سعوديون وسم (#اختطاف_جمال_خاشقجي) سجلوا خلاله مخاوفهم من تصفيته على يد السلطات السعودية، واصفين اختفائه بالجريمة، ومطالبين تركيا بالتدخل على أعلى المستويات.
وخلال كتابة تلك السطور، أعلن حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر" عن وصول "خاشقجي" إلى السعودية، بعد اختطافه من قنصلية المملكة في تركيا، ما أشعل الانتقادات وجدد المخاوف حول مصيره.
وعبر الكاتب المصري "سامح عساكر" عن مخاوفه من إقدام النظام في المملكة على تصفية "خاشقجي"، مذكرا بقضية اختطاف المعارض السعودي "ناصر السعيد" من لبنان، ثم قتله سنة 1979.
بينما استبعد السياسي السعودي "تركي الحمد" فرضية اختطاف "خاشقجي" من قبل السعودية، معتبرا أنه من غير المتصور أن تقوم الرياض بعمل مكشوف كهذا، على حد قوله، مرجحا وجود عملية مخابراتية تركية.
وشن المعارض "تركي الشلهوب" هجوما على النظام السعودي، قائلا إنه نظام "الخوف والقمع والاختطاف".
وقال "عبدالله العودة"، نجل الداعية السعودي المعتقل بسجون المملكة "سلمان العودة"، إن المملكة باتت تعقد "محاكم تفتيش" لقيادات إصلاحية بالداخل، وتتجسس على المعارضين بالخارج، والآن يتم اختطاف شخصية بحجم "خاشقجي".
وكتبت الإعلامية السعودية المقيمة في فرنسا، "إيمان الحمود"، تعليقا على الأمر: "مرحبا بكم في السجن الأوسط الكبير".
وقال الكاتب القطري "عبدالله العذبة" إن اختطاف "خاشقجي" في تركيا هو "تهور وكارثة".
كانت خطيبة "خاشفجي" أكدت أن الكاتب السعودي دخل إلى مبنى القنصلية، الثلاثاء، في الواحدة ظهرا، للحصول على أوراق رسمية خاصة به، ولم يخرج منه إلى الآن، مشيرا إلى أن موظفي القنصلية قالوا إنه غادرها.
كان "خاشقجي" راجع قبل أسبوع قنصلية الرياض في إسطنبول لإجراء معاملات عائلية فيها، لكن موظفي القنصلية طلبوا منه العودة بعد أيام لإتمام الإجراءات المتعلقة بمعاملاته لأسباب بيروقراطية، وهو ما حصل بالفعل قبل اختفائه.
وغادر "خاشقجي" المملكة إلى الولايات المتحدة بعد حملة اعتقالات لناشطين وكتاب ورجال أعمال، زادت حدتها بعد تعيين "محمد بن سلمان" وليا للعهد، ويكتب حاليا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وعمل "خاشقجي" سابقا رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية اليومية، وأصبح مستشارا للأمير "تركي الفيصل" السفير السابق في واشنطن.