اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اختفاء الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" إثر مراجعته قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية أحدث محاولة لنظام ولي العهد "محمد بن سلمان" لخنق المعارضة.

وذكر تقرير للصحيفة أن "بن سلمان" يروج لإصلاحات في المملكة في حين أنه يمارس قمعا ضد معارضيه داخل البلاد وخارجها، مشيرة إلى أنه دأب مؤخرا على اعتقال الشخصيات البارزة التي اعتادت انتقاد حكومة الرياض.

ودخل "خاشقجي" البالغ من العمر 59 عاما، إلى القنصلية السعودية في الواحدة من ظهر الثلاثاء، لكنه لم يخرج من المبنى منذ ذلك الحين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خطيبة "خاشقجي"، قولها إنها لا تملك أي معلومة حول وضعيته منذ دخوله إلى القنصلية وحتى مساء الأربعاء.

وأضافت: "كنا بصدد إعداد وثائق الزواج، كما أنني اضطررت إلى الانتظار أمام مبنى القنصلية السعودية لمدة 12 ساعة تقريبا".

كما بينت الصحيفة الأمريكية أن "خاشقجي" توجه إلى القنصلية السعودية، أمس الثلاثاء، لإتمام المعاملات الورقية المتعلقة بزواجه من خطيبته التي لم يسمح لها بدخول المبنى.

وأشارت إلى أن كلا من خطيبة "خاشقجي" وأحد المقربين من السلطات التركية يعتقدان أن الكاتب الصحفي السعودي لا زال محتجزا داخل القنصلية.

وغادر "خاشقجي" السعودية العام الماضي ليستقر في العاصمة الأمريكية (واشنطن) حيث يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، ويعد واحدا من أجرأ المنتقدين لحكومة الرياض، التي يقودها فعليا ولي العهد "محمد بن سلمان"، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وبعد فترة وجيزة من مغادرته للسعودية، صرح "خاشقجي" لـ"وول ستريت جورنال"، بأن حريته مهددة في وطنه، لدرجة جعلته يشعر بالخوف على حياته.

وأدان "خاشقجي" مؤخرا حملات الاعتقال الواسعة التي شنها النظام السعودي ضد معارضيه، ومنهم رجال دين مؤثرين وناشطات في مجال حقوق المرأة.