و.بوست تتضامن مع خاشقجي: لن نشعر بالراحة قبل عودتك

الأربعاء 3 أكتوبر 2018 07:10 ص

أكدت إدارة صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأربعاء، أنها لا تزال غير قادرة على الوصول لكاتبها "جمال خاشقجي" الذي اختفى، الثلاثاء، بعد مراجعته القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

جاء ذلك تزامنا مع تجمع نظمه عدد من الصحفيين ووسائل الإعلام التركية والعربية والعالمية، بمحيط القنصلية السعودية، التي أحاطتها الأجهزة الأمنية التركية بحواجز حديدية.

وعبر حسابها الموثق على تويتر، غردت "واشنطن بوست" بفقرة مقتبسة من مقال نشرته محررة الشؤون الدولية بالصحيفة "كارين عطية"، جاء فيها: "جمال.. إذا كانت لديك الفرصة لقراءة هذا، فرجاؤنا أن تعلم أننا نأمل أن تظهر آمنا معافى.. لن أكون قادرة على الراحة حتى تكون أنت كذلك".

وأكدت الصحيفة، عبر تويتر، أن ما ورد بمقال "كارين" لا يعبر عنها وحدها، بل يعبر عن جميع العاملين بها.

We still have not been able to reach Jamal Khashoggi. @KarenAttiah writes for us all: "Jamal, if you have a chance to read this, please know that we at The Post are hoping that you appear safe and sound. I won’t be able to rest easy until you do." https://t.co/Btfzz7jaHW

— Washington Post Opinions (@PostOpinions) ٣ أكتوبر ٢٠١٨

محب صادق

وأوضحت "كارين"، في مقالها، أن "خاشقجي" طالما أخبرها بأنه غير راغب في تصنيفه كمعارض في المنفى، مشيرة إلى أن مهمته كانت واضحة لديه تماما، وهي أن يكتب وأن يكون صحفيا.

وأكدت الكاتبة الأمريكية أن محاوراتها مع "خاشقجي" أكدت لها مدى حبه الصادق للسعودية وشعبها، ومدى شعوره بالواجب تجاه أن يكتب ما يرى أنه الحقيقة حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها.

في سبتمبر/أيلول 2017 ، اتصلت "كارين" بـ "خاشقجي" لكتابة أول مقال له في "واشنطن بوست"، حسبما ذكرت ذلك في مقالها، حيث أعرب عن أسفه لأن القمع السعودي بات غير محتمل إلى الحد الذي دفعه لمغادرة المملكة والعيش في واشنطن.

وأضافت أن ما كتبه "خاشقجي" جذب اهتماما كبيرا، وكان أول مقال تتم ترجمته إلى اللغة العربية في قسم الرأي العام العالمي بالصحيفة الأمريكية.

وبعد مرور عام تقريبا على نشر المقال، عبرت "كارين" عن الانزعاج الشديد لعدم تلقي أي اتصال من "خاشقجي" منذ أن شوهد للمرة الأخيرة وهو يزور القنصلية السعودية في إسطنبول، أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أن إدارة الصحيفة الأمريكية لم تتمكن حتى مساء الأربعاء من الوصول إليه.

وأشارت الكاتبة الأمريكية إلى أن إدارة "واشنطن بوست" استفسرت عن مكان وجود "خاشقجي"، وأعربت عن قلقها العميق للمسؤولين الأتراك والسعوديين.

ولفتت "كارين" إلى أن ما جرى لـ "خاشقجي" يأتي وسط موجة من حملات القمع ضد المعارضين في السعودية تحت قيادة ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أن الأسبوع الجاري فقط شهد اتهام الخبير الاقتصادي السعودي "عصام الزامل" بالإرهاب لأنه تجرأ على انتقاد الخطط الاقتصادية للمملكة.

أمام القنصلية

وبدأت خطيبة "خاشقجي" (تركية) اعتصاما أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، سعيا وراء الحصول على معلومات حول اختفائه، مشيرا إلى أنها" لم تتلق أي خبر عنه منذ الساعة الواحدة من مساء الثلاثاء" وفقا لما أوردته وكالة فرانس برس.

وأوضحت أن "خاشقجي" توجه إلى القنصلية لإجراء معاملات إدارية تمهيدا لزواجهما، لكنه لم يخرج منها، مضيفة أنه "كان يريد الحصول على وثيقة سعودية تفيد أنه ليس متزوجا".

وفي المقابل، رفض مسؤول سعودي، الأنباء التي تتحدث عن احتجاز "خاشقجي"، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، واعتبرها "كاذبة"، قائلا إن "خاشقجي زار القنصلية لطلب أوراق عمل، وخرج بعد فترة قصيرة".

ورفضت خطيبة "خاشقجي"، هذه الرواية، مؤكدة أن خطيبها لم يخرج من القنصلية، بعد 7 ساعات ونصف الساعة، وهي تنتظره خارج القنصلية، ما دفعها للاتصال بالشرطة.

بينما أعلنت الخارجية الأمريكية، أنها تحقق في اختفاء الصحفي السعودي، إذ قال مسؤول في الوزارة: "اطلعنا على هذه التقارير ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات حاليا".

ويرجح مسؤولون في الحكومة التركية، أن "خاشقجي" لا يزال في القنصلية السعودية، في وقت اعتبرت مصادر مقربة من الرئاسة التركية أنه إذا ثبت اختطاف الكاتب السعودي، من داخل القنصلية، فإن ذلك يعد جريمة في الأعراف الدبلوماسية.

يذكر أن "خاشقجي" انتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي، خوفا من احتمال توقيفه، بعد أن انتقد عددا من قرارات ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، والتدخل العسكري للرياض في اليمن.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي واشنطن بوست محمد بن سلمان عصام الزامل السعودية إسطنبول تركيا كارين عطية

القنصلية السعودية بإسطنبول: خاشقجي اختفى بعد خروجه من مقرنا