افتتاحية واشنطن بوست تتضامن مع خاشقجي: قلقون بشأن مصيره

الجمعة 5 أكتوبر 2018 06:10 ص

عبرت إدارة صحيفة "واشنطن بوست" عن قلقها مجددا إزاء استمرار اختفاء الكاتب والصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي"، مشددة على ضرورة ضمان حريته وقدرته على مواصلة عمله مجددا، إذا كان ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان" معني بالإصلاح حقا.

ونشرت هيئة تحرير الصحيفة الأمريكية افتتاحية تضامنية مع "خاشقجي"، الخميس، تزامنا مع تركها عمود مقاله الأسبوعي فارغا، مرفقة إياه بتعليق مقتضب: "هذا العمود كان من المفترض أن يكون مكتوبا من قبل جمال"

.

 

وأكد مقال هيئة التحرير أن "خاشقجي" ليس مجرد معلق على الشأن السعودي، إذ تميز، على مدى مسيرته المهنية الطويلة، باتصال وثيق مع العائلة الملكية السعودية "آل سعود"، ولذا فهو يعرف - أكثر من غيره - عن كيفية تفكيرهم وطريقة عملهم.

وأضافت الصحيفة أن أغلب انتقادات "خاشقجي"، التي عبر عنها العام الماضي عبر مقالاته، تتعلق بمخاوف من نهج الأمير "محمد بن سلمان"، الذي تمت ترقيته إلى منصب ولي العهد العام الماضي، وقام بحملة واسعة النطاق لقمع المعارضة تزامنا مع محاولته تحديث المملكة.

ونوهت هيئة التحرير إلى أن رجال دين ومدونين وصحفيين وناشطين من بين القابعين في سجون "بن سلمان" بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى مفارقة سجن ولي العهد السعودي لناشطات دافعن عن حق السعوديات في قيادة السيارات بالمملكة، رغم قراره بمنح النساء هذا الحق بالفعل.

وعن قصة انتقاله للكتابة لديها، نوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن أحد مقالات "خاشقجي" أثار غضب القيادة السعودية، وتحديدا بعد انتخاب "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدة، إذ علّق على ذلك لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بقوله إن المملكة كانت قلقة من فوز المرشح الجمهوري.

كانت قيادة المملكة تعول على التوافق مع الرئيس الأمريكي الجديد، ولذا تلقى "خاشقجي" أمرا بالتوقف عن الكتابة أو التغريد على "تويتر"، ما دفعه إلى مغادرة السعودية والانتقال إلى واشنطن كمنفى اختياري، خاصة في ظل سجن العديد من الكتاب الآخرين بسبب تعبيرهم عن آرائهم.

وعن ذلك كتب "خاشقجي" للصحيفة الأمريكية، في سبتمبر/أيلول 2017: "تركت بيتي وعائلتي وعملي، والآن أرفع صوتي. أن تفعل خلاف ذلك من شأنه خيانة أولئك الذين يقبعون في السجن. يمكنني التحدث عندما لا يستطيع الكثيرون ذلك".

وتابع كتابة الأعمدة للصحيفة الأمريكية لاحقا، وكتب، في فبراير/شباط الماضي، أن القيود التي يفرضها ولي العهد السعودي على حرية التعبير "امتصت الأوكسجين من الساحة العامة، التي كانت موجودة في السابق وإن كانت محدودة. يمكنك أن تقرأ بالطبع، لكن عليك أن تفكر مرتين فقط في المشاركة أو الإعجاب بأي شيء لا يتماشى تماماً مع فكر النخبة الحاكمة".

وفي يونيو/حزيران الماضي، كتب "خاشقجي" مقالا أشاد فيه بقرار ولي العهد السعودي السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة، لكنه حثه على إطلاق سراح الناشطات اللاتي طالبن سابقا عن هذا الحق.

وفي أغسطس/آب الماضي، نبه الكاتب السعودي البارز قيادة المملكة إلى خطأ اختيار معركتها الدبلوماسية مع كندا حول حقوق الإنسان، على خلفية نشر السفارة الكندية بالرياض تغريدة طالبت فيها بحرية حقوقيين معتقلين.

كل ذلك وغيره يؤكد الانحياز لمجتمع سعودي أكثر حداثة، يتجاوز الممارسات الدينية القديمة، وينفتح على الترفيه والاستثمار الأجنبي، وهي الرؤية التي بشر بها ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة، بحسب هيئة تحرير "واشنطن بوست"، التي أكدت أن ضمان حرية "خاشقجي" وقدرته على مواصلة عمله ستكون محل اختبار عملي لها.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية، عبر حسابها الرسمي على تويتر، مساء الخميس، تضارب الإفادات بشأن مصير كاتبها، مبدية قلقا بالغة حول مصيره.

 

 

Saudi Arabia says he left the building.

His fiancee, waiting for him, says he did not, and he cannot be found.

Turkey says it has seen no sign that he left the building.

Jamal Khashoggi appears to have disappeared, and we are worried.https://t.co/gBro1ilFZC

— Washington Post Opinions (@PostOpinions) ٤ أكتوبر ٢٠١٨

 

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

واشنطن بوست محمد بن سلمان جمال خاشقجي السعودية دونالد ترامب