وول ستريت: اختفاء خاشقجي يضع السعودية بمسار تصادمي مع تركيا

الجمعة 5 أكتوبر 2018 12:10 م

ظهر الخلاف واضحًا بين إسطنبول والرياض حول اختفاء الصحفى السعودي البارز "جمال خاشقجي" فى إسطنبول، وهي المشكلة التى قد تهدد العلاقة بين القوتين الإقليميتين، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وصرح مسؤولون أتراك بأنهم مقتنعون أن "جمال خاشقجي"، الصحفى السعودي المعارض للحكومة السعودية بقيادة "محمد بن سلمان"، مازال محتجزًا داخل القنصلية السعودية بإسطنبول لمدة جاوزت يومين منذ دخوله.

في حين أكد مسؤول سعودي أن الصحفي ليس محتجزًا بالداخل، وأن "خاشقجي" زار القنصلية لطلب أوراق متعلقة بوضعه العائلي وأنه خرج منها بعد ذلك بوقت قصير، وأكد أنه ليس فى القنصلية، وليس محتجزًا من قبل السلطات السعودية.

فيما أعلن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التقارير حول الحدث كما تسعى للحصول على المزيد من المعلومات.

فتيل تصادم

ويؤدي اختفاء الصحفي السعودي إلى إشعال فتيل آخر بين تركيا والمملكة العربية السعودية، اللتين تتنافسان على النفوذ في المنطقة، حيث تفاقمت التوترات بين البلدين منذ أن دعم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قطر في نزاعها مع السعودية العام الماضي.

وتمتلك تركيا قاعدة عسكرية في الدوحة يمكنها استيعاب ما يصل إلى 5000 جندي، وسبق أن طالبت السعودية القوات التركية بالانسحاب من الدوحة كواحد من شروطها لإنهاء المواجهة مع قطر.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضى، أرسل "أردوغان" المزيد من القوات، وهي الخطوة التى ينظر إليها على أنها محاولة لمنع السعودية من القيام بعمل عسكري في النزاع، وفي أغسطس/آب، تعهدت قطر باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي المتعثر.

وتختلف تركيا والسعودية حول وجهة نظر أنقرة المتعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية تعتبرها السعودية وحلفاؤها منظمة إرهابية.

واتبعت المملكة العربية السعودية، تحت قيادة ولي العهد "محمد بن سلمان"، سياسة خارجية أكثر تصادمية تسعى إلى حد كبير لتأكيد الدور القيادي المملكة في الشرق الأوسط، وضاعفت جهودها للحد من نفوذ منافسيها الإقليميين، بما في ذلك الدخول في حرب في اليمن المجاورة ضد المتمردين المدعومين من إيران، العدو الأول للمملكة، وفقا للصحيفة الأمريكية.

سحق للمعارضة

وتقول الصحيفة إن الأمير "محمد بن سلمان"، صاحب النفوذ الواسع في شؤون البلاد، وراء بعض أكثر الإصلاحات الليبرالية في المملكة منذ عقود، من حيث السماح للنساء بقيادة السيارات وكذلك رفع الحظر عن دور السينما. ولكن قيادته، أظهرت الحكومة السعودية أيضًا سياسة عدم التسامح مع المعارضة، فقد تم سجن العشرات من السعوديين البارزين، ومن بينهم بعض أشهر الناشطين في مجال حقوق المرأة في البلاد، وأدت حملة القمع تلك إلى تفاقم التوترات الدبلوماسية حيث أظهرت المملكة نفاد صبرها مع الدول التي تشكك في سجلها في مجال حقوق الإنسان.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، في أغسطس/آب من هذا العام، أن السفير الكندي شخص غير مرغوب به، وذلك بعد أن انتقدت كندا اعتقال المملكة لناشطي حقوق الإنسان، كما وقع صدام دبلوماسي مماثل مع ألمانيا في أواخر عام 2017، ووجه الحدث الأخير بالقنصلية السعودية الانتباه إلى الحملة السعودية لسحق المعارضة.

وغادر "خاشقجي" السعودية العام الماضي للعيش في واشنطن، وصرحت خطيبته، التى رفضت ذكر اسمها، أنه ومنذ ذلك الحين، يخشى أن تحاول السلطات السعودية احتجازه، ولم يكن مرتاحًا أبدًا، حتى في الولايات المتحدة.

يمس السيادة التركية

ويثير اختفاء "خاشقجي" في إسطنبول بشأن السيادة التركية على أراضيها، وفقا لـ"وول ستريت".

وأعلن شخص مطلع بأنه قد نما إلى علم السلطات التركية بشكل مؤكد أن السيد "خاشقجي" مازال موجودًا داخل القنصلية بعد الاطلاع على لقطات من كاميرات المراقبة في مقدمة ومؤخرة المبنى، كذلك زادت السلطات التركية من سيطرتها على نقاط التفتيش الحدودية.

لكن تكهنات أخرى تشير إلى أن "خاشقجي" ربما يكون قد تم التخطيط لاختطافه ونقله سريعا إلى الرياض باستخدام إحدى البعثات الدبلوماسية، وتسعى أنقرة للتواصل مع القيادة السعودية حل الأزمة بأقل أضرار ممكن لكلا الدولتين.

المصدر | الخليج الجديد + وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا خاشقجي

جدل حول اختفاء الملحن اللبناني سمير صفير بالسعودية